أيها المسلمون في الشام عقر دار الإسلام: إن الحياة في ظل هذه الأنظمة الوظيفية الوضعية هي حياة ذل واستعباد وهوان، وهي بلا شك معيشة الضنك التي أخبرنا عنها ربنا عز وجل، قال تعالى: ﴿وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكاً وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى﴾.
وإن سكوتكم عن أفعال الطغاة والمجرمين لن يغير من الأمر شيئا، بل سيزداد الطغاة طغياناً وظلماً، وتزدادون أنتم ذلاً فوق ذل، وهوانا على هوان، وسيبقى الطغاة يتوارثون طغيانهم؛ كلما هلك طاغية خلفه آخر، ويتوارث أبناؤنا حياة الذل والهوان جيلاً بعد جيل.
ولا بد للتغيير من تضحية وثبات إن أردتم حياة عز وكرامة في ظل الإسلام لكم ولأبنائكم من بعدكم، وها أنتم فجرتم ثورة مباركة على طاغية من أعتى الطغاة الذين عرفهم التاريخ، وقدّمتم التضحيات الجسام، فزلزلتم عرشه وكدتم أن تهدموا أركانه، وليس لنا من معين بعد الله عز وجل إلا التمسك بثوابت ثورتنا، والعمل على تصحيح مسارها، بعد أن عبث بها المتآمرون والمتاجرون، ولن يكون ذلك إلا بتبني مشروع سياسي واضح منبثق عن عقيدتكم، واتخاذ قيادة سياسية واعية صادقة تقود ثورة الشام على بصيرة إلى تحقيق ثوابتها وأهدافها وعلى رأسها إسقاط نظام الإجرام وإقامة حكم الإسلام على أنقاضه، لتفوزوا بعزّ الدنيا والآخرة، وليكتب اسمكم في عليين، ويخلد ذكركم في التاريخ، فاصنعوا خلاصكم وابنوا صرح عزكم بأيديكم، ولا تنتظروا حلاً من أعدائكم ولا من المتآمرين المخادعين الذين تسموا "أصدقاء"، فهم العدو فاحذروهم، وتوكلوا على الله وحده، واعتصموا بحبله المتين، فما النصر إلا من عند الله العزيز الحكيم.
رأيك في الموضوع