أيها الجند المسلمون: أليس منكم رجل رشيد؟ كيف يحارَب الإسلام وأنتم تشهدون؟! كيف تستباح بلادكم من الكفار المستعمرين ولا تغلي الدماء في عروقكم؟! كيف يكون الغرب في بلادكم هو الآمر الناهي ولا تقذفونه بسهامكم؟!
إنكم أيها الجند أبناء أولئك العظماء؛ كانوا حراساً أمناء للإسلام والمسلمين فكان الإسلام قضيتهم، ودولته دولتهم، نصروا الله فنصرهم، وكانوا من الصادقين.
أيها الجند المسلمون: إن حزب التحرير يستنهض هممكم، ويستنفر عزائمكم، ويدعوكم أن تقوموا لله مثنى وفرادى فتتفكِّروا في هؤلاء الحكام الذين نصَّبهم أعداؤكم على رقابكم، فهم قد ارتكبوا في حكمهم كل ما هو سيئ، بل كل ما هو أسوأ، فخذوا على أيديهم، وغيِّروا عليهم، حتى لا يدخلكم الله معهم في العذاب، فإن المصيبة إذا وقعت فهي تصيب الظالمين بظلمهم، وكذلك تصيب الساكتين على الظلم ﴿وَاتَّقُوا فِتْنَةً لاَ تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ﴾. وقد أوحى الله سبحانه إلى رسوله e فيما أخرجه الترمذي من طريق أبي بكر الصديق رضي الله عنه «إِنَّ النَّاسَ إِذَا رَأَوْا الظَّالِمَ فَلَمْ يَأْخُذُوا عَلَى يَدَيْهِ أَوْشَكَ أَنْ يَعُمَّهُمْ اللَّهُ بِعِقَابٍ مِنْهُ».
ففروا إلى الله أيها المسلمون، فروا إلى الله أيها الجند المسلمون، وانتصروا لدينكم، وأعلوا راية نبيكم. إنَّ حزب التحرير يستنصركم فانصروه، ويستعين بكم فأعينوه. أزيلوا حكم الظلم والظالمين، وأقيموا دولة الإسلام والمسلمين، الخـلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة، وإنكم على ذلك لقادرون بإذن الله، فإن سيوفكم هي التي تُبقي قوائم الكراسي التي يجلس عليها حكامكم قائمةً، فإن تخلَّتْ عنها تلك السيوف تكسَّرتْ تلك القوائم وتناثرت، وهوى الحكام عنها إلى حيث يلعنهم الله ورسوله والمؤمنون. ﴿إِنَّ فِي هَذَا لَبَلاَغاً لِقَوْمٍ عَابِدِينَ﴾.
ألا يا أمة الإسلام قد آن الأوان لتعرفوا عدوكم وتتخذوه خصماً لكم، وبخاصة قادة الجيوش في بلاد المسلمين والمخلصون من أهل القوة، فإنهم مدعوون لإنقاذ المسلمين من طغيان العملاء، وإزاحة نفوذ أسيادهم من الكفار بتحرير البلاد من كافة أشكال الاستعمار: العسكري، والسياسي، والاقتصادي، والثقافي؛ لذا فإن حزب التحرير يدعوكم جميعاً للعمل معه لاستئناف الحياة الإسلامية في حكم خلافة راشدة على منهاج النبوة أظل زمانها بإذن الله تعالى والله ناصر دينه ومظهر عباده المخلصين. ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَجِيبُواْ لِلّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُم لِمَا يُحْيِيكُمْ﴾.
يا أيها المسلمون، إن من مصائبكم الكبرى أن يتولى أمركم حكام صم بكم عمي فهم لا يعقلون، ومن المصائب الأخرى أن يجد هؤلاء الحكام من يصفق لهم من الناس ﴿فَاسْتَخَفَّ قَوْمَهُ فَأَطَاعُوهُ﴾!
إن هؤلاء الحكام يستخفون بكم، أيها المسلمون، ويردونكم المهالك، فإن أطعتموهم حق عليكم قوله e: «إِنَّهُ سَتَكُونُ بَعْدِي أُمَرَاءُ مَنْ صَدَّقَهُمْ بِكَذِبِهِمْ وَأَعَانَهُمْ عَلَى ظُلْمِهِمْ فَلَيْسَ مِنِّي وَلَسْتُ مِنْهُ وَلَيْسَ بِوَارِدٍ عَلَيَّ الْحَوْضَ وَمَنْ لَمْ يُصَدِّقْهُمْ بِكَذِبِهِمْ وَلَمْ يُعِنْهُمْ عَلَى ظُلْمِهِمْ فَهُوَ مِنِّي وَأَنَا مِنْهُ وَهُوَ وَارِدٌ عَلَيَّ الْحَوْضَ» أخرجه النسائي من طريق كعب بن عُجرة.
رأيك في الموضوع