درجت الشعوب الإسلامية على الاستعداد لشهر رمضان المبارك بالزينات والتهاني وحتى تجهيز الأكلات فرحا بقدوم هذا الشهر الكريم المبارك، والمظهر الأغلب في هذا الشهر هو الاهتمام بالطاعات وقراءة القرآن وتعهده والتزام الصلاة في المسجد وفي جماعة وسماع الدروس بعد الصلوات والتي تكثر في رمضان وقيام الليل أو صلاة التراويح، وما فيه من أجواء ودروس بما فيها من عظة وعبر، إلا أن الأنظمة القمعية في بلادنا والتي ترى الخطر عليها وعلى وجودها وبقائها في الإسلام الذي يهدد مصالح السادة في الغرب الذين تستمد منهم الأنظمة العميلة شرعيتها وبقاءها، فاستقبل النظام المصري الشهر الكريم بشكل آخر يعبر عن رعبه الحقيقي من الإسلام ومن كل ما يوقظ في نفوس الناس حسا إسلاميا فكانت الثورة الدينية التي أعلن عنها رأس النظام والتي يهدف من خلالها إلى تدجين الإسلام، فمع اقتراب الشهر المبارك (استبق برلمانيون مصريون الشهر بحملة على زوايا الصلاة بمصر (المساجد الصغيرة) مطالبين بإغلاق بعضها وفرض رقابة صارمة على بعضها الآخر لتسببها في نشر "فكر الإرهاب والتطرف"، واستقطاب الشباب للجماعات التي توصف بالإرهابية، أرسل وزير الأوقاف المصري محمد مختار جمعة تعميما إلى فروع وزارته بعدد من المحافظات بمنع الصلاة في قرابة 25 ألف مسجد وزاوية ابتداء من شهر رمضان المقبل). (الجزيرة نت).
محاولات مستميتة من قبل النظام ليست لمحاولة السيطرة على الخطاب الديني وتوجيهه بحيث يصبح ضمن الدائرة الإعلاميةفقط بل لإعلانها حرباً شرسة على كل ما هو إسلامي وكل ما من شأنه أن يكون بادرة تعيد الناس للإسلام من جديد، فالهجوم على المقدسات واعتبار أن النصوص المقدسة تعادي الدنيا وتحتاج إلى إعادة نظر هو هجوم صريح على الإسلام وثوابته تحت سمع وبصر أهل مصر بعمومهم وخاصة رجال الأزهر وعلمائه، وهو ممعن في غيه متمادٍ في محاولاته ساعٍ في حربه محاولا اجتثاث الإسلام من صدور الناس ما وسعه ذلك طالما بقي أهل الكنانة شعبا وجيشا على صمتهم وسكونهم أمام ثورته التي أعلنها على دينهم وعقيدتهم.
أيها المسلمون في أرض الكنانة الطيبة الطاهرة التي كانت ونأمل أن تعود درعا للإسلام أمام هجمات التتار والصليبيين الذين عادوا لبلادنا بعد فشل حملاتهم المتتالية، بثوب جديد وأسلحة لم نعهدها أشد بطشا وأعمق أثرا فأسقطوا خلافتنا ومزقوا دولتنا وقسموا أمتنا لدويلات مزق صغيرة بعضها قد لا يغطي عورة نملة ووضعوا على رؤوسنا أسوأ من فينا، نصبوهم علينا حكاما يرعون مصالحهم في بلادنا ويعملون على إبقائنا في ربقة التبعية للغرب وأحكامه وقوانينه التي تمكنه من نهب ثرواتنا وسرقة خيراتنا، ومنعنا من أي محاولة أو بادرة للانعتاق من هذه التبعية ولو تطلب الأمر سحقنا تحت المجنزرات، وما يحدث في الشام ليس عنا ببعيد وقد هدد به رأس النظام أهلَ مصر في أكثر من مرة وكأن حال أهل مصر الذين ينكل بهم ويفقرهم ويجوعهم أفضل من أهل الشام الأحرار وكأن حياة الذل أصبحت منة يمن بها على أهل الكنانة!!
يا أهل الكنانة، إن ما يقوم به النظام عمل متتابع له ما بعده طالما بقي هذا حالكم صبر على أذاه وصمت على تطاوله وحربه المعلنة على دينكم بدعوى حربه على (الإرهاب) المزعوم، وطالما بقي خوفكم على أرواحكم التي يحصدها أشد وأعظم أثرا في نفوسكم من الغضب لحرمات الله التي تنتهك وشرعه الذي ضُيع، ولن يغني عنكم صمتكم على بطشه وتضييعه لأحكام الله وشرائعه، بل سيسعى لسلخكم من دينكم ما استطاع إلى ذلك سبيلا، ولا خلاص لكم إلا في تمسككم بهذا الدين وسعيكم لاستئناف الحياة الإسلامية من خلال خلافة على منهاج النبوة تطبق الإسلام عليكم بشكل انقلابي كامل يغير حياتكم ويرتقي بكم وبأمتكم ويعيدها سيدة للدنيا ودولة أولى في العالم كما كانت.
يا أبناء جيش الكنانة، إن ما يحدث في مصر من حرب معلنة على الإسلام إنما يتم أمام أعينكم وتحت حمايتكم لهذا النظام الذي يسوق نفسه للغرب بحربه الضروس على دينكم، فعلام صمتكم عليه وما هو ثمن هذا الصمت؟! وهل يستحق مهما علت قيمته من رتب ونياشين ودرجات وأموال وممتلكات أن تنالوا لقاءها سخط الله والخلود في جهنم؟! وهل يستحق أن يذكركم التاريخ بسجل اللعنات كخائنين للأمة متآمرين عليها؟! نربأ بكم أن تطالكم اللعنات التي تُصب على هذا النظام من الثكالى والمقهورين والمغلوبين المستضعفين، وتذكروا مكان من خانوا الأمة وباعوها لعدوها ومن حاربوا الله ورسوله أين هم الآن، أين فرعون وهامان وأبو جهل وحتى مصطفى كمال الذي أسقط الخلافة العثمانية، أين هم الآن، وهل أعجزوا الله عز وجل عنهم، وهل منعهم سلطانهم من ملك الموت حينما قبض أرواحهم؟! إن الله معكم وناصركم ومعينكم إن طلقتم هذه الدنيا ونعيمها الزائف الزائل ورضيتم بالآخرة وما عند الله عوضا وبدلا، وإننا نعلم يقينا أن بينكم مخلصين نستحثهم ونستصرخهم غضبة لله ونستنصرهم لينظفوا صفوفهم من الخونة العملاء ويقتلعوا هذا النظام من جذوره بكل أركانه ورموزه وأدواته من ساسة ونخب وإعلاميين وغيرهم، ويقطعوا كل حبال التبعية للغرب الكافر بكل أشكالها وصورها وما قد يؤدي إليها مستقبلا، واحتضان الفكرة الحقيقية القادرة على النهوض بأهل مصر والأمة والمشروع الحقيقي الكفيل بعلاج جميع مشكلاتهم والقضاء على كل أزماتهم والذي يحمله بينكم وفيكم حزب التحرير؛ الخلافة الراشدة على منهاج النبوة أقيموها معه على أنقاض هذا النظام تفلحوا وتفوزوا بجنة عرضها السماوات والأرض ويخلد ذكركم بجوار أنصار الأمس الذين آووا ونصروا... فيا سعدكم حينها وأي نعيم مقيم ينتظركم وقد نصرتم الله ورسوله ودينه وصرتم جنده، فسارعوا وبادروا ولا يسبقنكم لنصرة إخوانكم في حزب التحرير سابق، فلعلها تقام بكم فيكون يوم عزكم وتكون مصر بكم مصر المنورة وتكون بكم درة تاج الخلافة الراشدة الثانية التي وعد الله بها وبشر بها نبيه e، نسأل الله أن نكون وإياكم من جنودها وشهودها. ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَجِيبُواْ لِلّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُم لِمَا يُحْيِيكُمْ﴾.
بقلم: الأستاذ عبد الله عبد الرحمن
عضو المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية مصر
رأيك في الموضوع