في تصريح خاص لجريدة الراية عن السؤال: ما هي الرسالة التي توجهونها لأهلنا في حلب والشام، وما هو دور الأمة وجيوشها في مناصرتهم؟ أجاب المهندس عثمان بخاش، مدير المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير:
"إن الثورة في أساسها قامت على فكرة وهي ضرورة التحرر من الهيمنة الغربية، ليس فقط في سوريا بل في كل بلاد المسلمين، وهذا التحرر يعني هدم النظم العلمانية التي فرضها الاستعمار الغربي وإقامة الخلافة على منهاج النبوة، لتطبيق الشريعة كاملة غير منقوصة، فالثورة لم تنطلق لتحرير جزئي لبعض المدن والأحياء، ولا لتجديد العهد الاستعماري باستبدال علماني آخر ببشار، يزعم أنه ألطف من بشار تحت مسميات الدولة المدنية الديمقراطية وما شابه. وعليه فإن معركة حلب، على قساوتها، إلا أنها فضحت حقيقة التآمر الدولي والإقليمي ضد الثورة وضد تطبيق الشريعة، كما سبق أن قال أحمد طعمة بأن تطبيق الشريعة، عند المجتمع الدولي أي الدول الاستعمارية، من سابع المستحيلات... هذا عندهم أما عندنا فإن وعد الله حق ولا يتخلف: ﴿يُرِيدُونَأَنيُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِبِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَن يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَىٰ وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ﴾.
ولا يخفى أن ما تراهن عليه أمريكا وحلفاؤها في معسكر الاستعمار الكافر وعملائهم من حكام المسلمين هو أن ينجحوا في كسر إرادة التغيير عند الأمة. فالخلافة تكون للأمة جميعا وليس للمسلمين في سوريا فقط، والحمد لله أننا نجد التفاف المسلمين حول المطالبة بتطبيق الشريعة يزداد كل يوم بل كل ساعة. وهنا نذكر بالحكم الشرعي الذي يوجب على المسلمين نصرة إخوانهم في سوريا، وأول ذلك خلع الحكام المتواطئين ضد الثورة والعمل لإقامة الخلافة على منهاج النبوة؛ ولن تفلح القنابل والصواريخ في قتل فكرة الخلافة والعيش في ظل أحكام الدين الرباني. فحلب هي مشهد دامٍ مؤلم في مسيرة الأمة لتعود كما كانت خير أمة أخرجت للناس، ولكن هذه هي تباشير المخاض أو نهاية ليل العهد الجبري الذي فرضه الاستعمار نتيجة تخلف وعي المسلمين على أحكام دينهم واعتصامهم بحبل الله. فرب ضارة نافعة، فقد كشفت معركة حلب عن حقيقة خيانة حكام المسلمين وأولهم أردوغان ومعه حكام الخليج والأردن وتآمرهم على أهل الشام، ومع ذلك فالثورة ماضية لا يضرها من خالفها ولا من خذلها حتى يأتي وعد الله.
وأما دور ضباط الجيوش الذين يتفرجون على ما حل بأهلنا في الشام، فنذكرهم بقوله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنتُمُ الْفُقَرَاءُ إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ﴾ وقوله سبحانه ﴿إِلَّا تَنْصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا فَأَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَمْ تَرَوْهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُوا السُّفْلَىٰ وَكَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيَا وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ﴾.
فإن يرد الله بكم خيراً يكرمكم باستعمالكم في نصرة دينه وإعلاء كلمته، وإلا بُؤْتُمْ بالخسران المبين، فأدركوا أنفسكم قبل فوات الأوان، فالله سبحانه ناصر دينه بكم أو بغيركم ولا يعجزه شيء.
وفي الوقت نفسه فإننا ننصح إخواننا وأهلنا في الثورة بتنقية صفوفهم من المندسين الذين يسوقون لحرف الثورة عن مسارها وإدخالها في قمقم النخاسة الدولية، وأن يحافظوا على الثورة نقية كما انطلقت "هي لله هي لله" و"قائدنا إلى الأبد سيدنا محمد e". ومن سقط منا شهيدا فهنيئا له الشهادة، ومن تألم وضحّى في سبيل الله فلعل ذلك يكون شفيعه يوم الدين، فلا نبتغي إلا رضوان الله ونصرة دينه لتكون كلمة الكفر هي السفلى، وكلمة الله هي العليا دوماً وأبداً ولو كره الكافرون والمنافقون والذين في قلوبهم مرض.
رأيك في الموضوع