نظرا لأن روسيا في تاريخها الطويل تلقت هزائم كثيرة جدا على يد جيش الخلافة العثمانية، ومنها على سبيل المثال:
1- الجيش العثماني بقيادة عمر باشا يلحق هزيمة بالجيش الروسي في رومانيا في معركة (قالافات) ويطاردهم مسافة 80 كم في 17/2/1854م
2- الجيش العثماني بقيادة عمر باشا يهزم الجيش الروسي في أوكرانيا في 17/2/1855م
3- القائد العثماني أحمد مختار باشا ينتصر على الجيش الروسي في معركة كدكلر في 25/8/1877م ويحصل على لقب غازي من السلطان عبد الحميد الثاني لانتصاراته المتعددة على الجيش الروسي
فالجيش الروسي يستميت في القتال داخل حدود أرضه ويقاتل بشراسة، أما خارج حدود أرضه فهو غالبا مهزوم. فقد تلقى هزائم كثيرة على يد جيش الخلافة العثمانية، وهذا الأمر جعل تلك الهزائم محفورة في ذاكرة الأجيال في روسيا وخاصة قادتهم، فتأصل العداء والحقد الدفين في نفوسهم على الإسلام والمسلمين والخلافة التي مجرد ذكرها عندهم يعتبر كابوساً مرعباً. فروسيا أكثر الدول الغربية عداءً للخلافة لأنها تعرف حقيقتها جيدا من خلال الهزائم المتعددة التي تلقتها منها خلال تاريخها الطويل، وهي تدرك أن الخلافة القادمة سوف تعيد كل الأراضي التي سيطر عليها الروس بعد هدمها، إلى جسمها مما جعل قضية منع عودة الخلافة عند روسيا قضية مصيرية لا تتخذ تجاهها إلا إجراء الحياة أو الموت، فبمجرد حصولها على إذن من أمريكا رأس الكفر التي وصلت في حربها على الإسلام والخلافة إلى مرحلة الجنون بدخول سوريا لمنع سقوط طاغية الشام بعد أن عجزت إيران وأحزابها، فسارعت دون تردد لكي تؤدي الدور المرسوم لها فتمنع عودة الخلافة وتحافظ على قاعدتها العسكرية في طرطوس وتحافظ على عميل حليفتها أمريكا فترضى عنها فترفع العقوبات المفروضة عليها بسبب ضم شرق أوكرانيا إليها، إلا أن أمريكا ترفض ذلك بشدة. بينما وافقت أمريكا على منح روسيا بالعمل العسكري وإخماد ثورة الشام بكل وحشية وبشتى أنواع الأسلحة الفتاكة لكي تستمر أمريكا في كذبتها أنها مع الثورة والمعارضة المعتدلة (المعدلة) حسب مقياس النفعية الرأسمالي الأمريكي فتصيب القذارة روسيا ولا تصيب أمريكا.
وروسيا يهمها منع عودة الخلافة على منهاج النبوة مهما كلفها الأمر حتى لو صبت أمريكا القذارة كلها على رأسها؛ فها هو وزير خارجيتها يدعو جهارا نهارا إلى تشكيل مجموعة دولية تدعو إلى منع إنشاء خلافة متطرفة، وليس على منع تمدد خلافة تنظيم الدولة المزعومة التي يستغل الغرب جرائمه لتشويه الخلافة الحقيقية ولتكون شماعة لقتل المسلمين وفي طليعتهم ثوار الشام الذين يسعون إلى إقامة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة بقيادة حزب التحرير، والذي تضعه روسيا لديها على قائمة الإرهاب... ولكن هيهات هيهات فإن الشام مقبرة لهم بإذن الله، وإن الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة قائمة إن شاء الله وأنوفهم راغمة.. فدلائل إقامتها قوية؛ فهي وعد من رب البرية وبشرى نبي الرحمة وسيد الإنسانية وأمة تلتف حولها التفافة قوية ويقودها إليها حزب التحرير صاحب الدعوة الصافية النقية. ﴿إِنَّهُمْ يَرَوْنَهُ بَعِيدًا * وَنَرَاهُ قَرِيبًا﴾
بقلم: شايف صالح
رأيك في الموضوع