قامت مخابرات هيئة الجولاني، بتاريخ 7/5/2023م بحملة اعتقالات همجية طالت العشرات من شباب حزب التحرير، حيث اقتحمت البيوت وكشفت أستار النساء وروعت الأطفال بطريقة استحى منها أبو جهل، وجعلت أهل الثورة لا يترددون في وصف هذا العمل المشين بأنه فعل يشبه أفعال شبيحة النظام المجرم.
ونتيجة لحملة الاعتقالات هذه والتي كانت تهدف للقضاء على عمل الحزب وإسكات صوت الحق الذي كان ينادي باستعادة قرار الثورة وفتح الجبهات ومتابعة المسير حتى إسقاط النظام المجرم في عقر داره بدمشق وإقامة حكم الإسلام على أنقاضه، فجرت هذه الحملة حراكاً شعبياً واسعاً شارك فيه الرجال والنساء، وهو ما أقض مضجع الجولاني وأمنييه. وفي أواخر شباط 2024م، بعد مقتل أبي عبيدة تلحديا في سجون الجولاني، توسع الحراك وانضمت فئات ثورية أخرى للمظاهرات الشعبية، والتي وضعت ثوابت للحراك كان على رأسها إسقاط الجولاني وجهاز تشبيحه العام، وهنا لم يجد الجولاني طريقة أخرى إلا أن يواجه الحراك بالقمع والترهيب والاعتقال، فصار يعتقل شخصيات ثورية من غير حزب التحرير من الذين انخرطوا بالحراك بقوة وتبنوا ثوابته.
ظن الجولاني أنه استطاع بعد ممارسته الضغوط لأشهر من إضعاف زخم الحراك الشعبي بعد انتشاره في مناطق عدة بريفي إدلب وحلب، مع انحسار وتيرة المظاهرات التي كان ينظمها ما يسمى بتجمع الحراك الثوري، ولكن المظاهرات التي كان ينظمها شباب حزب التحرير وخاصة الحراك النسائي كان لها زخم مستمر ودائم ولم تتوقف المظاهرات ولو ليوم واحد، فكانت كالمسمار الذي يدق في نعش سطوة الجولاني وتسلطه هو وكل قائد مرتبط باع الثورة للداعمين والضامنين.
وبعد تراجع جزء من الحراك الداعي لإسقاط الجولاني وعودة حزب التحرير للواجهة وقيادته الفعلية للحراك وطرحه فكرة استعادة القرار السياسي والعسكري للثورة وفكرة فتح الجبهات على النظام التي أصبحت رأياً عاماً كاسحاً، ما دفع الجولاني للإعلان عن معركة وهمية، وما لبث أن انكشف كذبه وأنه يضلل الرأي العام، هنا شعر هو ومشغّلوه بأنهم لا يملكون سوى خيار المواجهة من جديد، وهو دأب الطغاة والفراعنة على مر العصور والأزمان، لذلك عاد جهاز مخابراته لملاحقة شباب حزب التحرير واعتقالهم في محاولة يائسة لإنهاء الحراك أو إضعافه ولمنع استجابة أهل القوة من المجاهدين الصادقين لصيحات الأحرار في ساحات التظاهر.
وهكذا تم مؤخراً اعتقال عدد من الشخصيات البارزة في الحراك من شباب حزب التحرير كالشيخ أحمد عبد الجواد أحد وجوه قبيلة البوشعبان، وهو الاعتقال الثاني له، والأستاذ منير ناصر أحد الوجوه البارزة للحراك في ريف حلب الشمالي وأحد المعتصمين في خيمة اعتصام الباب لمنع فتح معبر أبو الزندين، كما اعتقل بتاريخ 22/11/2024م الأستاذ المحامي محمد شريف من بلدة ترمانين وهو أيضاً الاعتقال الثاني له، كما اعتقل عدد آخر من شباب الحزب وتمت ملاحقة آخرين حيث قام جهاز التشبيح العام بنشر الحواجز الطيارة ونصب الكمائن لملاحقة الشباب في أجواء تدل على أن القمع الأمني عاد للواجهة من جديد.
ولعل الجولاني لا يدرك هو ومشغلوه أنهم يواجهون حزبا عالميا مبدئيا ثابتا على الحق الذي يدعو له غير مبال بالحلول الأمنية أو الاعتقالات أو المضايقات، وهو يسير في عمله لإعادة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة بعد حشد جهود الأمة الشعبية والعسكرية في الشام نحو تحقيق هدف إسقاط النظام المجرم في عقر داره بدمشق، وهو متمسك بحبل الله متوكلاً على الله معتمداً على قوة الله سبحانه وتعالى موقناً بنصره واضعاً نصب عينيه مرضاة الله وتأييده لعباده الصادقين.
إن مواجهة حراك الأمة أمر عسير ومصيره الفشل، خاصة إذا كان بقيادة حزب سياسي مبدئي ثابت على مواقفه لا يخاف في الله لومة لائم، مستبصر طريق الخلاص، عامل بين الأمة ومعها لتحقيق النصر بعد استحقاقه من الله سبحانه وتعالى.
وإن الباطل مهما انتفش وصال وجال لا بد منهزم وزائل، خاصة عندما يبلغ أوج قوته بطشاً وتنكيلاً بأولياء الله وخاصته، عندها يأتي نصر الله ويأخذ الله الظالم أخذاً عزيزاً.
قال رسول الله ﷺ: «إِنَّ اللهَ لَيُمْلِي لِلظَّالِمِ حَتَّى إِذَا أَخَذَهُ لَمْ يُفْلِتْهُ» متفق عليه.
بقلم: الأستاذ أحمد الصوراني
رأيك في الموضوع