صدع الغرب رؤوسنا بزعمه محاربة الإرهاب، وهو في الحقيقة يحارب الإسلام في وقت يملأ فيه الأرض إرهابا!
فإن كان مفهوم الإرهاب يتضمن الاعتداء فإن الإسلام حرم الاعتداء، وإن كان يتضمن القتل الحرام وسفك دماء الأبرياء فإن الإسلام حرمه، وإن كان يتضمن التهجير فإن الإسلام حرم إخراج الناس من بيوتهم. بينما نجد هذه الجرائم تتمثل في الدول الكبرى وكيان يهود وكثير من طواغيت المسلمين كبشار والسيسي؛ فقد تسببوا بمئات آلاف القتلى وعشرات ملايين المشردين من المسلمين ولم يصفهم أحد بالإرهاب!
وإن حصلت بعد الأخطاء من أفراد مسلمين فلا يجوز تحميل الإسلام تلك الأخطاء خاصة أن معظم تلك الأخطاء وراءها الغرب وأدواته وسفاراته وأجهزة مختصة بالتخطيط والاستدراج وحياكة الخطط والمكر بالمسلمين؛ فنجدهم يخترقون التنظيمات المسلحة ثم ينفذون من خلالها بعض العمليات العسكرية والتي تؤدي إلى كارثة ومقتل الشباب وتدمير الأبنية لتشويه الإسلام والرابح هم أعداء الإسلام. فمثلا اختفى عشرات الشباب من طرابلس لبنان ليتفاجأ أهلهم بقتلهم في العراق حيث التحقوا بتنظيم الدولة، ثم قام الإعلام بشن حملة تشويه لمدينة طرابلس واتهمها بمدينة الإرهاب، علما أن معظم هؤلاء الشباب صغار السن ومن المراقبين من الأجهزة الأمنية ولا يستطيعون الخروج من ضواحي طرابلس فيعتقلون، فكيف استطاعوا الخروج من طرابلس إلى الحدود؟! وكيف قطعوا الحدود؟! وكيف تجاوزوا حواجز النظام المجرم وحزب إيران والروس وحدود العراق؟! كما أن بعض هؤلاء الشباب كان معتقلا لدى الأجهزة الأمنية وفجأة وصل خبر مقتله في العراق، وبان لكل متابع أن أيادي خبيثة ورطتهم وضغطت عليهم من خلال إرهابهم بفتح ملفات لهم وإدخالهم السجن وترغيبهم بمعاشات مرتفعة في العراق، فمن أخذهم أراد قتلهم وتشويه صورة طرابلس لأغراض سياسية لدول إقليمية وعالمية.
ستبقى الدول الكبرى وأذنابها هم المجرمون الذين يرهبون الأبرياء وستبقى الصورة مشوهة ويتهم الأبرياء بذلك حتى نقيم حكم الله ونحقق وعده فنقيم العدل ونكشف المجرمين ومعاقبتهم، نسأل الله التمكين في القريب العاجل.
بقلم: الدكتور محمد إبراهيم
رئيس المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية لبنان
رأيك في الموضوع