كل مواقف حكام المسلمين المأجورين عربا وعجما هي مُخزية ومُذلّة، ولا تفاضل بينها في مستوى الخزي والنذالة، ولا في مدى ضررها على الشعوب المقهورة التي ترزح تحت نير جبروتهم، وسنكتفي في هذه المقالة بعرض أحدث أربعة مواقف مخزية سجلها بعض هؤلاء الحكام الخونة.
الموقف الأوّل: إغلاق معبر رفح أمام المُسافرين والبضائع
لا يدّخر السيسي طاغية مصر جهداً في القيام بدوره الوظيفي الذي أسندته له أمريكا في الضغط على حماس والمقاومة في قطاع غزة، وفي حمل سكان القطاع على الاستسلام لكيان يهود، والخضوع لاحتلاله وشروطه، فهو لا يكتفي بالضغط السياسي والدبلوماسي وحسب، بل يقوم بإغلاق معبر رفح وهو المعبر الوحيد الذي يعتبر المتنفس لأكثر من مليوني إنسان، فيعلن عن إغلاقه من كلا الجهتين ولأجل غير مسمّى، فيوقف حركة المسافرين ويقطع شمل الأهالي، ويعطل مصالحهم، ويوقف عجلة حياتهم، ويوقف أيضا حركة البضائع، فيمنع عنهم الغذاء والدواء أملاً في كسر صمودهم أمام الاحتلال، فيقوم بما لا يقوم به الاحتلال عبر معابره التي عادةً ما يتم إبقاء بعضها مفتوحا جزئياً.
ثمّ عندما تخضع حركة حماس لمطالبه، وتوقف إطلاق البالونات الحارقة، تقوم السلطات المصرية بفتح المعبر لإشعار الحركة وأهل القطاع بأنّهم لا يعيشون تحت رحمة الاحتلال وحسب، بل يعيشون أيضاً تحت رحمة السيسي وزبانيته، فحكام مصر المأجورون هم في الواقع يشاركون الاحتلال عملياً في الضغط على سكان القطاع من خلال إغلاق معبر رفح، لابتزازهم وحملهم على الخضوع والاستسلام للاحتلال.
الموقف الثاني: قطع العلاقات الدبلوماسية بين الجزائر والمغرب
قامت الحكومة الجزائرية بقطع العلاقات الدبلوماسية مع المغرب بعد اتهام الجزائر للمغرب وعلى لسان وزير الخارجية رمطان لعمامرة بدعم المغرب لمجموعات إرهابية تقوم بأعمال عدائية ضدّ الجزائر، ومن هذه المجموعات جماعة ماك التي تسعى لاستقلال منطقة القبائل الأمازيغية عن الدولة الجزائرية، ومنها جماعة رشاد الإسلامية التي رفضت التوقيع على اتفاق الوئام والمصالحة الذي فرض على جميع الحركات السياسية بداية حكم الرئيس السابق المخلوع عبد العزيز بوتفليقة أواخر تسعينات القرن الماضي.
وجاءت هذه الاتهامات الجزائرية للمغرب بعد تصريح للمبعوث المغربي للأمم المتحدة عمر هلال عبّر فيه عن دعم بلاده لإعطاء منطقة القبائل الأمازيغية في الجزائر حق تقرير المصير.
لكنّ قطع العلاقات الدبلوماسية الأخير بين البلدين لا يؤثّر كثيراً على السكان في كلا البلدين، لأنّ الضرر الواقع عليهم موجود مُنذ سنة 1994 حيث أغلقت الحدود أمام حركة الناس منذ ذلك الحين، فمُنع الفلاحون المغاربة من زراعة حقولهم في الجانب الجزائري من الحدود التي رسمها الاستعمار، وشتّت بها شمل الأقارب، ومنعهم من الوصول إلى أراضيهم بحجة أنّها موجودة في دولة أخرى.
وتمّ ترحيل مجموعات كبيرة من المغاربة عن الجزائر كما تمّ ترحيل مجموعات مُماثلة من الجزائريين عن المغرب في عمليات ترانسفير عنصرية مُتبادلة قامت بها الدولتان التي رسم الاستعمار حدودهما الوهمية.
وهذه ليست المرة الأولى التي تُقطع فيها العلاقات الدبلوماسية بين البلدين الجارين، بل سبق أنْ قام حكام المغرب بقطع العلاقات مع الجزائر سنة 1976 بعد قيام الجزائر بالاعتراف بالبوليساريو التي سُمّيت بــ(الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية) ولم تُستأنف إلا في العام 1988.
فعلاقات الحكومتين مع بعضهما بعضاً هي علاقات شديدة العدوانية، يتضرّر بسببها سكان البلدين، بينما حكومة المغرب تقيم علاقات دبلوماسية وتطبيع دافئ مع كيان يهود، وأمّا الجزائر فيسعى حكامها لتسجيل مواقف ود ومجاملة مع حكام كيان يهود، حيث صافح بوتفليقة أيام حكمه وزير خارجية يهود في إشارة من حكومته إلى عدم وجود أي حالة عدائية تجاه دولة الاحتلال.
الموقف الثالث: السعودية تُدخل 120 ألف تعديل على مناهجها
بأوامر وتوجيهات أمريكية وأوروبية وأممية تقوم جميع الدول العربية بتعديل مناهجها بما يتناسب مع المفاهيم الغربية، وتتركّز التوجيهات الغربية في ثلاثة محاور وهي: 1- عدم السماح بما يسمى بمعاداة السامية، ومحاربة ما يشيعه الغرب باسم (التطرّف الإسلامي)، وعدم التطرق لمجرد انتقاد دولة يهود 2- تمكين المرأة وإخراجها من حشمتها، وإبعادها عن الالتزام بأحكام دينها بقدر الإمكان 3- الإفراط في التسامح مع سائر الأديان ولو على حساب العقيدة الإسلامية.
ولقد نالت الكتب المدرسية السعودية الحظ الأكبر من تلك التعديلات الاستشراقية والتي بلغت 120 ألف تعديل، فلم تبقِ شيئاً من مفاهيم الشخصية الإسلامية إلا شوهته، ولا من التاريخ الإسلامي إلا حرفته، فهي لم تكتف بإزالة نصوص الجهاد وحرمة موالاة يهود والنصارى، بل بالغت في إطراء الحضارات الوثنية، فأقحمت مواضيع تدريسية عن ملاحم الهندوس والبوذيين التي تسمى كرامايانا والكارما وماها بهارتيا، وأدخلت مادة مكملة لمادة التربية الوطنية تمسخ فيها شخصية المسلم بحجة تنقيح المناهج من أفكار الإخوان المسلمين.
وفي منهج التاريخ تمّ إدخال مادة حاقدة ومحرفة عن التاريخ الإسلامي العثماني تحت عنوان: توثيق انتهاكات الدولة العثمانية لكشف الوجه الحقيقي لهذه الدولة العثمانية المغولية حسب تحريفهم.
الموقف الرابع: الضغط على طالبان لحملها للخضوع لمطالب أمريكا
تقوم الدبلوماسية العربية المأجورة للغرب لا سيما في الدول الخليجية بشكل خاص، ومنها السعودية وقطر والبحرين والإمارات وَفْقَ مصالح الغرب، فتقوم أبواق إعلامها الرخيص بترديد النغمات نفسها التي تطلقها الدول الغربية، من مثل مطالبة حركة طالبان بإقامة حكومة موسعة يتم إشراك عملاء الغرب فيها، ومن مثل المطالبة بإشراك المرأة في العمل السياسي والعمل العام مقابل قيام الدول الخليجية بتقديم الدعم السياسي والمالي للحركة.
لكنّ هذا الإعلام الببغائي لم يتحدث عن أنّ الغرب لا يقيم وزناً إلا لمصالحه، فألمانيا على سبيل المثال وقبل أنْ تنقل طائراتها موظفيها وجواسيسها من الأفغان، قامت بنقل 20 ألف لتر من الخمرة، ثمّ قامت بنقل الكلاب التي تستخدم في بيوت الجنود والموظفين الألمان العاملين في أفغانستان، ثمّ بعد ذلك قامت بنقل الأفغان، فقدمت الخمرة والكلاب على البشر!
هذه هي بعض من المواقف المخزية للحكام المأجورين التي تؤكد تبعيتهم للغرب الكافر المستعمر، وتوجب على الأمّة خلعهم من عروشهم، وتنصيب الخليفة الذي تقاتل من ورائه وتتقي به.
رأيك في الموضوع