نشر موقع (الجزيرة نت، السبت، 23 صفر 1442هـ، 10/10/2020م) خبرا ومما جاء فيه: "لم تكن تصريحات السفير الفرنسي لدى تل أبيب حول إمكانية قبول باريس بتسوية الصراع (الإسرائيلي) الفلسطيني بطرح مختلف عن حل الدولتين جديدة، لكنها أتت عقب التطبيع (الإسرائيلي) الإماراتي والبحريني، وبتوجه يتناغم مع مواقف إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الذي يبحث عن صورة إنجاز ودعم لسياسته الخارجية قبيل الانتخابات الرئاسية.
وأفادت صحيفة "معاريف" نقلا عن مصادر دبلوماسية رفيعة المستوى في باريس، بأن فرنسا أجرت تحديثات على موقفها من الصراع (الإسرائيلي) الفلسطيني، بحيث لا تستبعد إمكانية حل مختلف عن حل الدولتين.
وكُشف النقاب عن بوادر التحول بالموقف الفرنسي خلال مداولات أجرتها منظمة "ألينت"، وهي منظمة تعنى بالترويج لتعزيز العلاقات الاستراتيجية بين أوروبا و(إسرائيل).
وقال السفير الفرنسي إريك دانون خلال المداولات "لن نجري مفاوضات نيابة عن الفلسطينيين، فهذه قضية ثنائية، وعليه نقول إنه يجب الأخذ بعين الاعتبار الأوضاع الجديدة التي نشأت والعودة إلى طاولة المفاوضات".
وأضاف دانون "لا أحد يعرف ماذا سيحدث في نهاية المطاف.. (هل الحل) دولة واحدة.. دولتان.. مع القدس أو من دونها (؟) نحن نفضل تنفيذ حل الدولتين، لكن هل معنى ذلك أننا لا نستطيع الموافقة على شيء آخر؟ لا على الإطلاق. يمكننا قبول أي حل يتفق عليه الجانبان الفلسطيني و(الإسرائيلي)".
ويلاحظ أن التغيير بالموقف الفرنسي والانحياز لـ(الإسرائيليين) أتى عقب تطبيع العلاقات بين (إسرائيل) والإمارات والبحرين، حيث قال دانون "قبل 6 أشهر، لم يكن أحد يتخيل أن (إسرائيل) والإمارات والبحرين ستوقع على اتفاقية أبراهام" (اتفاق التطبيع)، وأضاف "على الفلسطينيين أن يأخذوا بالحسبان وضعهم الضعيف على الساحتين الدولية والعربية"."
الراية: يبدو أن رئيس فرنسا ماكرون ومن أجل التغطية على فشله في سياسته الداخلية، يحاول تحقيق انتصارات وهمية على حساب الأمة الإسلامية بتجريمه للإسلام تارة، وتارة أخرى بمحاولته التظاهر أن بإمكانه حل إحدى أهم قضايانا المصيرية وهي قضية الأرض المباركة فلسطين وفق إحياء مشروع أمريكا حل الدولتين، مع إضافة بعض التحسينات الفرنسية المتمثلة بتجاهل مصير القدس والبحث عن حل عبر المفاوضات الثنائية.
إن المتأمل في سياسات الدول الغربية تجاه قضية الأرض المباركة فلسطين، يجد أن هذه الدول جميعها تتنكر لتعهداتها للآخرين خاصة المسلمين، وتغير من مخططاتها بما يخدم أهدافها السياسية ويحقق مصالحها الاستعمارية والتي منها الانحياز التام والمطلق لمصالح يهود وأطماعهم التوسعية بكل وقاحة وصلافة وبدون أدنى خجل. بينما حكام المسلمين وساستهم الذين أشربوا الخيانة والعمالة حتى الثمالة؛ فإن رهانهم الوحيد هو على هذه المبادرات التي يحلو لهم تسويقها على أنها الطريق الوحيد للحل الدائم في المنطقة. ختاما وبعيدا عن هرطقات فرنسا الهادفة لترسيخ وتثبيت كيان يهود المسخ في فلسطين قلب الأمة النابض، وجعله طبيعيا في المنطقة، وبعيدا عن صفقات رئيس أمريكا المتعجرف ترامب، فإن الحقيقة القاطعة الساطعة التي لا شك فيها ولا مراء هي أن الأمة الإسلامية لن تلتفت إلى هذه المبادرات الخبيثة والصفقات القذرة، لأن هذه الأمة لن تفرط بشبر واحد من فلسطين ولا بأي ذرة من ثرى القدس الطاهرة، ولن يطول الزمان بها حتى تسترجع سلطانها المسلوب وتنقض جيوشها على يهود وتزيل كيانهم من الوجود.
رأيك في الموضوع