(مترجم)
حدّد الرئيس المنتخب دونالد ترامب السياسات التي يمكن أن تغير العلاقات الدولية بشكل كبير، والتطورات في مجلس الشيوخ الأمريكي بين العاشر والثالث عشر من شهر كانون الثاني/يناير، بما في ذلك جلسات تحقيقات مفتوحة كجزء من الإجراءات لإقرار ترشح ترامب لحكومته الجديدة وتسليط الضوء على العلاقات المستقبلية مع روسيا والصين والمكسيك والشرق الأوسط.
إن الولايات المتحدة تحت إدارة ترامب سوف تعطي روسيا دوراً جديداً في الشؤون الدولية في مكافحة (التطرف الإسلامي). وقال ترامب لصحيفة وول ستريت جورنال في 13 كانون الثاني/يناير إن العقوبات المفروضة حديثاً على روسيا يمكن رفعها: "إذا كان لديك علاقات طيبة مع روسيا، وهي بالفعل تساعدنا، إذاً ما الحاجة للإبقاء على العقوبات، إذا كان هناك من يقوم بأشياء جيدة؟" وقال ريكس تايلرسون مرشح ترامب لمنصب وزير الخارجية أمام لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ في 10 كانون الثاني/يناير إنه: "في الوقت الذي تسعى فيه روسيا لكسب الاحترام والأهمية على الساحة الدولية، لم تأخذ إجراءاتها الأخيرة المصالح الأمريكية بعين الاعتبار، إن روسيا تشكل خطراً، إلاّ أنّ تصرفاتها متوقعة فيما يخص دفع مصالحها إلى الأمام". مما يعني القبول بإمكانية إعطاء روسيا دوراً جديداً على الساحة العالمية. إن تايلرسون هو الرئيس التنفيذي السابق لشركة "إكسون موبيل" والذي لديه خبرة طويلة في التفاوض حول الاتفاقيات مع روسيا. وقال جيمس ماتيس، الذي اختاره ترامب وزيراً للدفاع، أمام لجنة الخدمات المسلحة في مجلس الشيوخ في 12 كانون الثاني/يناير: "إن الشيء الأكثر أهمية هو أن ندرك الحقيقة، ونحن نتعامل مع بوتين، وندرك أنه يحاول كسر حلف شمال الأطلسي، وأن نتخذ الخطوات... للدفاع عن أنفسنا حيث يجب ذلك". إن ماتيس محبوب من قبل الحزب الجمهوري وتعيينه يسهل عليهم قبول "صفقة" جديدة مع روسيا. ومع بداية نشر 4 آلاف جندي أمريكي في أوروبا الشرقية في حفل أقيم في بولندا في 14 كانون الثاني/يناير، ستكون الولايات المتحدة قادرة على التفاوض مع روسيا من موقع قوة. وقال الرئيس التركي أردوغان في 13 كانون الثاني/يناير إن الولايات المتحدة ستحضر محادثات بشأن سوريا مع روسيا وتركيا في 23 كانون الثاني/يناير. وأكد فريق ترامب أن هذا قد تم مناقشته في اتصال هاتفي في 28 كانون الأول/ديسمبر بين السفير الروسي للولايات المتحدة ومايكل فلين، الذي عُين مستشاراً للأمن القومي. وكان فلين قد نشر كتاباً العام الماضي قال فيه إن أيديولوجية الإسلام هي التهديد الرئيسي للولايات المتحدة.
إن الصين تهدد طرق التجارة الدولية والشراكة عبر المحيط الهادئ (TPP) للتجارة الحرة، والتي استثنت الصين، حيث كانت هذه استراتيجية أوباما لاحتواء الصين. ومع ذلك، فقد وعد ترامب بالانسحاب من الـ (TPP) فوراً وهذا يعني أن هناك استراتيجية أخرى لاحتواء الصين. وقال ترامب مراراً وتكراراً بأنه سوف يضع المزيد من الضغوط على الصين، وقال إن سياسة "صين واحدة" قد تتغير، ولكن في تصريحاته لصحيفة وول ستريت جورنال قال إنه يريد من الصين أن تفتح أسواقها أمام أمريكا، حيث سيكون اختباراً مهماً لرئاسة ترامب.
إن معارضة ترامب للتجارة الحرّة قد أقلقت البعض في الحزب الجمهوري، ولكن يبدو أنهم قد جعلوا ترامب تحت السيطرة، لأنه وبعد الحديث المبكّر عن وضع حد لجميع اتفاقيات التجارة الحرة فقد أكد فقط على إنهاء الـ (TPP). والذي لم يكن في الواقع سوى سياسة مقنّعة لاحتواء الصين. وقال ترامب إنه سينهي اتفاقية التجارة الحرّة لأمريكا الشمالية (NAFTA) مع المكسيك وكندا، ولكن ترامب قد سكت عن هذا الأمر مؤخراً. وبدلاً من ذلك، فقد تفاخر خلال مؤتمر صحفي في 11 كانون الثاني/يناير حول إهانة المكسيك عن طريق جعلها تدفع لبناء جدار لمنع المهاجرين إلى الولايات المتحدة.
لقد وافق جيمس ماتيس ترامب على أنه لا ينبغي أن تكون إيران ذات قوة إقليمية، وهو ما يتطلب قوة أخرى أن تحل محل إيران. إن روسيا ودولة يهود قد تحصلان على أكبر الأدوار في الشرق الأوسط في ظل الإدارة الجديدة، ولكن هذا فقط إذا نجا ترامب كرئيس للبلاد. وذلك بعد الفضيحة التي تهدّده بعد توظيف أعضاء الحزب الجمهوري الذي ينتمي إليه ترامب لضابط استخباراتي بريطاني متقاعد لجمع المعلومات لأنشطة غير أخلاقية، التي نشرت في 11 كانون الثاني/يناير. وفي 13 كانون الثاني/يناير، أعلنت لجنة المخابرات في مجلس الشيوخ الأمريكي "التحقيق في أنشطة المخابرات الروسية"، والذي سيشمل "الصلات بين روسيا والأفراد المرتبطين بالحملات السياسية". هذا بالإضافة للأنشطة المحرجة في الفنادق الروسية. إن على فريق ترامب أن يفهم حزبه، بقدر فهم الشؤون العالمية، من أجل البقاء لأربع سنوات قادمة.
رأيك في الموضوع