بينما يعتدي كيان يهود على قطاع غزة والضفة الغربية ولبنان دون أي رد، إلا ما كان من أفراد أو جماعات، بقدرات لا تمثل عشر معشار ما وفره أكابر مجرمي النظام الدولي لكيان يهود؛ يناشد رئيس حكومة لبنان نجيب ميقاتي مجلس الأمن الدولي بالضغط على كيان يهود لوقف العدوان على لبنان، ويشكر فرنسا وأمريكا لمبادرتهما لوقف إطلاق النار، وسبقه وزير خارجيته عبد الله بو حبيب بالتصريح أن أمريكا هي مفتاح خلاصنا وأن الأمل منعقد عليها!
وبصدد ذلك قال بيان صحفي للمكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية لبنان: فهل يتجاهل أو يتناسى هؤلاء المسؤولون حقيقة الأمم المتحدة وأعمالها المعادية للمسلمين والمنحازة لكيان يهود؟! أم لعلهم نسوا أن القرارات الأساسية في قيام هذا الكيان كانت من نتاجها، ومن نتاج هذه الدول التي يشكرونها ويعقدون الأمل عليها! ألم يقصف هذا الكيانُ غزةَ وسوريا ولبنان بسلاح أمريكا وفرنسا وبريطانيا؟! ألم تعطلْ هذه الدول الكبرى القرارات الصادرة من مجلس الأمن الدولي التي تدين كيان يهود؟! فكيف نناشد تلك الدول الكبرى المجرمة صانعة هذا الكيان وراعيته بالوقوف ضده؟! فهل يُجتنى من الشوك العنب؟! وهل يَحتكمُ العاقلُ إلى خصمه؟! ما لكم كيف تحكمون؟! أم لكم كتاب العمالة والتبعية للغرب فيه تدرسون؟!
وتابع مخاطبا المسلمين: إن القول المختصر المفيد في خلاصكم من عدوان يهود، يكمن في تحريك جيوشكم لاستئصاله، أما مناشدة الدول الكبرى والأمم المتحدة والنظام الدولي فهو ذر للرماد في عيونكم، وإيهامكم أن جل ما يملكه حكامكم هو التوسُّل على أعتاب هؤلاء المجرمين. وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على تواطؤ حكامكم دون استثناء مع يهود ضدكم، بشكل سافر مباشر كالإمارات ومصر والأردن، أو بشكل غير سافر وغير مباشر كالسعودية وإيران وتركيا.
فالكل تخلَّى عن غزة وتركوها تباد، وهكذا لبنان، واكتفوا بالجري خلف مبادرات أمريكية أو فرنسية، جلُّ هدفها تثبيت هذا الكيان، ومحاولة جعل وجوده طبيعيّاً، بينما كبَّلوا الجيوش في ثكناتها وتركوا الأسلحة يعلوها صدأ التخاذل والخنوع. أما إيران، الزاعمة مقاومة يهود، والتي لا تنفك عن تثبيت دورانها في فلك أمريكا فيصرح قادتها، بينما غزة تباد ولبنان يدمر، أنهم إخوة لأمريكا، وأنهم لا يريدون حرباً، ويدعون الدول الكبرى للتفاوض على النووي الإيراني، وهم الذين هدَّدوا وتوعَّدوا لسنوات وسنوات بإزالة كيان يهود عن الخارطة إذا اعتدى على لبنان أو إيران...
وختم البيان الصحفي مخاطبا المسلمين بقوله: أيها المسلمون: لو كانت دولة الخلافة التي تأتمر بأمر ربها قائمة بينكم لأعلنت الجهاد ضد هذا الكيان وداعميه، ولجيَّشت الجيوش، وأعدت العدة التي تزيله. فالله تعالى وعَدَكم بالنصر على يهود، فلا تقوم الساعة حتى تقاتلوهم فتقتلوهم، وعسى أن تكون أحداث طوفان الأقصى فاتحتها؛ فاثبُتوا وتوحَّدوا وأجمعوا أمركم، وحركوا الجيوش واستعيدوا قيادتها، وأسقطوا الطغاة حماة يهود وأذناب الغرب حتى يتحقق وعدُ الله على أيديكم، وأيقنوا أن الله معكم، ولا تنسوا وعده ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تَنصُرُوا اللهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ * وَالَّذِينَ كَفَرُوا فَتَعْساً لَّهُمْ وَأَضَلَّ أَعْمَالَهُمْ﴾.
رأيك في الموضوع