إن ما تقوم به بعض الفصائل الفلسطينية خاصة في الآونة الأخيرة من ارتماء في حضن إيران والمصالحة مع طاغية الشام والجلوس مع الروس فكله مضر بالقضية سياسياً، حيث يصيب الأمة بنكسة في ثقتها التي منحتها لتلك الفصائل ولا يتوقف الأمر عند ذلك بل يتعداه إلى أن تتلعثم الأمة في مواجهة من يبررون جريمة حكامها المطبعين بحجة مصلحة الدولة الوطنية، وتثور نار الوطنية والمصلحة المرتبطة بها ويعزز فصل القضايا عن عمقها الإسلامي وكل شعب يبحث عن مصلحته. وتتحول تلك المواقف السياسية لفصائل الأصل أنها تريد تحرير فلسطين، إلى مواقف داعمة لأنظمة خائنة عميلة تخدم الغرب وتحمي كيان يهود.
إن قضية فلسطين لها أحكامها الشرعية الواضحة، وهي أنها أرض محتلة ويجب تحريرها، وبالتالي كان العمل السياسي الشرعي الذي يحقق مصلحة القضية هو العمل على إسقاط الأنظمة الخائنة التي تحول بين الأمة وقضيتها، وهو العمل الذي يستجلب نصر الله وما عدا ذلك من مناورات هزلية وتملق للمجرمين والخونة ونفاق للدول الكبرى وبيع للمواقف لن يجلب على القضية إلا الأذى، ولن يجلب لصاحبها إلا انفضاض الأمة عنه كما انفضت عن غيره، عوضاً عن استجلاب غضب الله ونقمته.
رأيك في الموضوع