تحدث الرئيس الإيراني حسن روحاني أمام مؤتمر طبي في طهران، في حضور وزير الخارجية محمد جواد ظريف ورئيس المنظمة الإيرانية للطاقة الذرية علي أكبر صالحي اللذين كانا من أبرز المشاركين في المفاوضات النووية، وقال: «هذه صفحة جديدة في التاريخ.. لم تحدث عندما توصلنا للاتفاق في فيينا في 14 تموز/يوليو، بل في 4 آب/أغسطس 2013 عندما انتخبني الإيرانيون رئيساً". وسأل: "كيف يمكن لإيراني ألا يشجع وفدنا المفاوض"؟ وأشار روحاني إلى أنه أبلغ ظريف "مراراً خلال مفاوضات جنيف وفيينا، أن يغادر طاولة المفاوضات في حال عدم قبول الطرف المقابل مطالبنا".
وقال الرئيس الإيراني في إشارة إلى منتقدي الاتفاق النووي إنهم "يدققون فيه بنداً بنداً، وفي قرار مجلس الأمن الرقم 2231"، وزاد: "لا بأس، لكن ما حدث أكثر قيمة وأهمية من ذلك". وذكّر: "بأن التجارة تقلّصت بسبب العقوبات إلى مستوى العصر الحجري". (جريدة الحياة)
: إن قادة إيران يخدعون أهل إيران بتصويرهم التنازلات في الاتفاق النووي بأنها انتصارات، فقادة إيران يعلمون أنهم قد تخلوا في المفاوضات مع القوى الدولية عن مكمن القوة التي كانوا يفاخرون بها، بل كانوا "يجزمون" بأنهم لن يتخلوا عنه، حتى إن موقع "رجا" الإيراني قد انتقد المحتفين بحصول الاتفاق بقوله: "إنه ليس انتصارا وإنما هزيمة ماحقة لأنه أغلق قسما كبيرا من تكنولوجيا إيران النووية". وكلام روحاني عن أن "العقوبات قد أعادت التجارة في إيران إلى العصر الحجري"، ولفت نظر أهل إيران ليس للتدقيق في بنود الاتفاق و"ما ورد فيه من تنازلات إيرانية"، وإنما النظر إلى النتائج المترتبة على رفع العقوبات، يندرج في سياق التضليل.. مع أن ما سيناله أهل إيران من جراء رفع العقوبات لا يساوي شيئا أمام ما ستناله الشركات الرأسمالية الغربية التي ستمارس في إيران ما تمارسه في البلاد الأخرى من وضع يدها على الثروة فيها.. ونظرة سريعة إلى حال بلاد كثيرة لم تتعرض لعقوبات دولية، وإنما بسبب تركز الشركات الغربية فيها، قد أصبحت شعوب تلك البلاد من اللاهثين وراء رغيف خبز يشبع جوعتهم بالرغم من كثرة الثروات والخيرات الموجودة فيها. إن تأمين العيش الكريم والرفاهية لشعوب العالم الإسلامي وغيره لا يتم بتقديم التنازلات أمام الدول الغربية، ولا بفتح البلاد أمام الشركات الرأسمالية المتوحشة التي بسببها تعيش شعوب أوروبية أزمات متلاحقة، وما اليونان وغيرها إلا أمثلة على ذلك، وإنما بتطبيق أحكام الإسلام بصدق وإخلاص وبخاصة النظام الاقتصادي في أحكام الملكية العامة وملكية الدولة، وأن يقوم على التطبيق رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه، فيحسنوا استغلال الثروات الهائلة في إيران وفي غيرها. ولكن أنى لحكام إيران أن يفعلوا ذلك وهم يعلمون أن أمريكا أرادت رفع العقوبات عنهم ليكونوا أكثر قدرة على تنفيذ السياسة الأمريكية في المنطقة، ومع ذلك ساروا في هذا الطريق؟؟!!
رأيك في الموضوع