طلب الرئيس التونسي قيس سعيد، من وزيرة المالية سهام بوغديري، إجراء "جرد شامل" للهبات والقروض التي حصلت عليها تونس في السنوات الماضية لمعرفة "أين ذهبت تلك الأموال"؟ جاء ذلك في كلمة ألقاها سعيد في مستهل اجتماع مجلس الوزراء بقصر قرطاج، بحضور رئيسة الحكومة نجلاء بودن. من جانبها، علقت جريدة التحرير الأسبوعية التي يصدرها حزب التحرير في ولاية تونس بالقول: الرئيس - قيس سعيد - يسأل عن أموال القروض أين ذهبت؟ ولكنّه لا يسأل عن الثروات التي تنهبها الشركات الأجنبية كل يوم، لا يسأل الرئيس عن الملح الذي تنهبه الشركة الفرنسية، ولا يسأل عن حقول الغاز التي استولت عليها بريطانيا وتبيعه لنا بالعملة الصعبة. سؤال الرئيس قد يُعجب الكثيرين، وقد يُعطي أملا للكثيرين، ولكنه أمل مزيف لأن السؤال مصطنع، ومزيف، ويكشف أنّ الرئيس غير مطلع على أخطر الملفات في تونس وأهمها ملف القروض الأجنبية، التي سببت ارتهان البلاد، فبعد عامين من الرئاسة وأكثر من ثلاثة أشهر من الانفراد بالحكم. لم تُفتح أخطر الملفات. فلماذا؟ فإذا كان الرئيس جادا في حديثه عن استقلال البلاد وسيادتها على قرارها فكان الأولى أن يتوجه إلى اليد الغريبة الغربية ليقطعها أو على الأقل يكفّ تدخلها. ولكنه لا يفعل ولا يقترب حتى من الفعل ولو بالتلميح! فإن كان الرئيس وهو الرئيس الحاكم لا يستطيع فتلك مصيبة، وإن كان لا يعرف فالمصيبة أعظم!
وفي سياق ذي صلة أكد رئيس المكتب السياسي لحزب التحرير في ولاية تونس الأستاذ عبد الرؤوف العامري، في افتتاحية جريدة التحرير: أن أهل تونس اليوم، في غنى كامل عن كل لوثة فكرية يغامر بها بعض من أسكرتهم الأفكار الغربية الباطلة والمنحرفة عن العقل السوي والمناقضة للفطرة السليمة، وليسوا في حاجة لمن يقامر بمستقبلهم ومصيرهم ليجرب فيهم مرة أخرى وَهْمَ سكرة الانبهار بالغرب وحضارته، وقد دلت كل الشواهد على تهافتها وأنها إلى زوال. وأشار الأستاذ عبد الرؤوف إلى: أن أهل تونس باتوا يدركون يقينا حقيقة عدوهم المتمثل في نظم الكفر التي ظلت تمكر بهم بالطعن في دينهم وتصويره على أنه قاصر عن رعاية شؤونهم، وأن هذه النظم الكافرة قد استعانت عليهم بأوساط سياسية محلية ضعيفة الفهم والقدرة، ما جرأ الكفار على التهجم على أفكار الإسلام والعمل على حرف مسار الأمة من خلال استخدام هذه الأوساط السياسية لتحقيق مصالحه. وأضاف الأستاذ العامري: ارفعوا أيديكم عن أهل تونس فهم ليسوا في حاجة إلى شذوذ الأفكار المستجلبة من عند أعدائهم، وقد باتوا يدركون حقيقة الصراع بين الأمة الإسلامية كافة وبين الكفار شعوبا وأمما وأنه صراع دائم، فيقينهم في شرع ربهم راسخ، وفيه كفاية لهم وغنى عما سواه. ويقيناً لديهم أن الخير كله في شريعة الله، وأن الإسلام جاء لإصلاح الحياة في كل مجالاتها، وقد جعل الله عز وجل سعادة الدارين وخير الدنيا والآخرة منوطاً بالتزام هذا الدين وشريعته.
رأيك في الموضوع