الحمد لله فإن مبشرات عودة الخلافة من جديد تنطق بقربها.. فالأمة الإسلامية أمة حية فاعلة، تُقبل على العمل لإقامة الخلافة، وعلى تأييد هذا العمل، إلى أن يتحقق وعد الله، ثم من بعدُ ترابط لحراسة الخلافة واحتضانها... حيث إن الأمة تتوجه بتسارع إلى سيرتها الأولى التي أخرجها الله لها، يقول سبحانه: ﴿كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللهِ﴾.
ثم إن في الأمة حزباً مخلصاً لله سبحانه، صادقاً مع رسوله صلى الله عليه وآله وسلم، يغذ السير، واصلاً ليله بنهاره، حتى يتحقق وعد الله وبشرى رسوله على يديه، لا يخشى في الله لومة لائم، لا تلين له قناة ولا تضعف له عزيمة بإذن الله، حتى يأتي أمر الله وهو كذلك. وكأنه مصداق قوله صلوات الله وسلامه عليه في الحديث الذي أخرجه مسلم من طريق ثوبان «لَا تَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي ظَاهِرِينَ عَلَى الْحَقِّ لَا يَضُرُّهُمْ مَنْ خَذَلَهُمْ حَتَّى يَأْتِيَ أَمْرُ اللهِ وَهُمْ كَذَلِكَ...».
وهكذا فالخلافة عائدة بإذن الله بسواعد أبنائها بعد هذا الملك الجبري الذي فيه نعيش ومن ثم يقضى على كيان يهود وتعود فلسطين كاملة دار إسلام من جديد.. أخرج مسلم في صحيحه... عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ ﷺ قَالَ: «لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يُقَاتِلَ الْمُسْلِمُونَ الْيَهُودَ فَيَقْتُلُهُمْ الْمُسْلِمُونَ...» بل إن روما ستفتح على أيدي المسلمين كما فتحت القسطنطينية، أخرج أحمد في مسنده.. عن عَبْدِ الله بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ قَالَ: بَيْنَمَا نَحْنُ حَوْلَ رَسُولِ اللهِ ﷺ نَكْتُبُ إِذْ سُئِلَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: أَيُّ الْمَدِينَتَيْنِ تُفْتَحُ أَوَّلاً قُسْطَنْطِينِيَّةُ أَوْ رُومِيَّةُ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: «مَدِينَةُ هِرَقْلَ تُفْتَحُ أَوَّلاً يَعْنِي قُسْطَنْطِينِيَّةَ».
أيها المسلمون: إنها لإحدى الكبر أن تكون الدول في بلاد المسلمين محيطة بكيان يهود إحاطة السوار بالمعصم ومع ذلك لا تحرك جيشاً لقتالهم وتطهير الأرض المباركة من دنسهم.. إنها لإحدى الكبر أن يصرح ترامب علناً بتهجير أهل غزة دون أن يعبأ بحكام المسلمين المحيطين بها، فإذا سئل بأن الحكام العرب بل والمسلمين يقولون برفض تهجير أهل غزة، فيقول بل إنهم سيقبلون عاجلاً أم آجلاً، فيحرجهم ومع ذلك لا يستحيون.. إنها لإحدى الكبر أنهم لا يجرؤون حتى على مقاطعة أمريكا أو حتى على عدم اللقاء مع ترامب الذي فضحهم بتصريحاته، وعلى الرغم من كل ذلك فهم يهنئونه وإذا دعاهم يستجيبون فيزورونه ويستمعون إليه صاغرين.
إنها لإحدى الكبر أن تبقى جيوش المسلمين دون حراك وهي ترى ما صنعه عدوان يهود الوحشي من تدمير للبشر والشجر والحجر ظناً منهم أن طاعتهم لحكامهم في القعود عن قتال يهود تنجيهم بل ﴿يُرِيهِمُ اللهُ أَعْمَالَهُمْ حَسَرَاتٍ عَلَيْهِمْ﴾ ويندمون ولات حين مندم! ﴿إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِمَنْ كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ﴾.
أمير حزب التحرير العالم الجليل عطاء بن خليل أبو الرشتة
رأيك في الموضوع