بعد 14 عاماً من التضحيات التي قدمها أهل سوريا في ثورتهم المباركة، فر الطاغية عميل أمريكا بشار من سوريا، وسقط نظام آل أسد الوحشي الحاقد بعد 54 عاماً من الاستبداد والقتل والتشريد، وعمت الفرحة أهل سوريا، بل عموم البلاد الإسلامية، وأشفت صدور قوم مؤمنين.
هذا وقد أصدر المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية مصر بيانا صحفيا توجه فيه بالنصح الصادق لأهل سوريا، فقال فيه: يا أهل الشام إن خلاصكم هو في توحيد صفوفكم وجهودكم بعيدا عن المرتبطين بأمريكا وأدواتها، ومعرفتهم أقرب لكم من غض الطرف، فكلهم سيدعونكم للتسامح والتصالح مع النظام والحفاظ على هيكليته ومؤسساته والعيش في ظل ديمقراطيته المزعومة، حينها فلتعلموا أنهم ثعالب في زي خراف وأنهم ليسوا منكم، وكذا كل من وضع يده في يد النظام المجرم أو أي من رجالاته الذين شاركوه ظلمه وقهره لكم. فهؤلاء كلهم مجرمون مردوا على الخيانة والخسة، لا عهد لهم ولا أمان، ولتعتبروا بما فُعل بمن وثقوا بالثعالب في مصر الكنانة وأسلموهم رقابهم فكان الذبح مصيرهم، وما رابعة والنهضة منكم ببعيدتين، وما زالت سجون مصر تعج بآلاف المعتقلين ممن لا ذنب لهم إلا أنهم خرجوا ثائرين ساخطين على حكم الخونة عبيد أمريكا، وما زالت مصر تحت قبضة الخونة عملاء أمريكا، وما زالت أمريكا تذيق مصر وأهلها الأمرين بعد أن أعادت إنتاج النظام من جديد وبشكل أسوأ من سابقه وهذا ما يراد لكم، فالحذر كل الحذر والحرص كل الحرص، والثبات على الحق والغاية الكبرى التي لا نجاة لكم بغيرها حتى لا تنخدعوا بمعسول القول وتسلّموا ثورتكم لأمريكا فتسلط عليكم عميلا جديدا، وينتهي بكم المطاف خاضعين لها ولعملائها من جديد، وحينها لن ترحمكم، فهي لا ترقب فيكم إلا ولا ذمة، وسيخرج من بينكم من يترحم على أيام بشار كما يترحم بعض أهل مصر على أيام مبارك بما فيها من سوء وظلم بلغ مبلغه.
وتابع: إن ما تمرون به اليوم قد عشناه في مصر بكل تفاصيله وما يحاك لكم قد حيك لنا، وقد خدع أهل مصر رغم تحذيرنا لهم فلا تنخدعوا أنتم، ولتسمعوا لإخوانكم شباب حزب التحرير فهم الرائد الذي لم ولن يكذبكم، وقد كانوا بينكم من اليوم الأول وسط الثائرين وفي مقدمة الميادين ساعين إلى توحيد جهودكم من أجل نعمت الغاية ونعم المطلب، من أجل تطبيق الإسلام كله في ظل دولته، والتي بها وحدها يرضى عنكم ربكم وتجدون ثمرة ناضجة طيبة لتضحياتكم، وثمنا مباركا لدماء شهدائكم، فمن لا تكون تلك غايته ومطلبه وعمله فليس منكم بل هو عدو لكم فاحذروه، وفكوا كل ما بينكم وبينهم من روابط، واقطعوا ما بينكم وبينهم من حبال، والفظوهم لفظ النواة، وليكن بينكم من يستعيد سيرة أنصار الأمس سعد وأسعد وأسيد، ويعطوا النصرة لحزب التحرير ليقيمها خلافة راشدة على منهاج النبوة، ويعيد للأمة سلطانها المسلوب، ويقهر أمريكا ومن أعانها ويعيدها خائبة إلى عقر دارها، فلتكن تلك غايتكم حتى لا تضيع تضحياتكم ولا تذهب دماء شهدائكم هباء.
رأيك في الموضوع