أُقيمت في مدينة الصدر ببغداد صلاة جمعة موحدة، جمعت الآلاف من أنصار التيار الصدري، وألقى الشيخ محمود الجياشي خطبة زعيم التيار مقتدى الصدر، التي تضمنت عشر نقاط ركز فيها على أن تكون الحكومة المقبلة ليست كسابقاتها، وأنَّ أولى خطوات التوبة هي محاسبة فاسديهم علناً وبلا تردّد، وأكد أنَّه لا يمكن تشكيل حكومة عراقية قوية مع وجود سلاح منفلت ومليشيات منفلتة؛ لذا عليهم أجمعين التحلي بالشجاعة وإعلان حلِّ جميع الفصائل.
وعليه أكد بيان صحفي للمكتب الإعلامي لحزب التحرير/ ولاية العراق: أن الكل ينادي بمحاسبة الفاسدين، والفاسدون هم من الكتل جميعاً وبلا استثناء، فالتيار الصدري الذي ينادي بمحاسبة الفاسدين، لديه نواب ووزراء وسفراء ومحافظون منذ عام 2003 وإلى الآن، وكل هذا التخبط الذي نراه في الواقع السياسي العراقي، سببه صراع المصالح والكراسي، ولا علاقة له بالإصلاح أو معاناة الشعب العراقي فهذا آخر همّ الساسة العراقيين. وأضاف البيان: إن المتابع للشأن العراقي يرى أنَّ ما يجري فيه من فوضى سياسية، ليست بعيدة عن إرادة المحتل الأمريكي، وأنَّ البلد لا يمتلك قراره السياسي، وأنَّ الكتل السياسية عاجزة عن تشكيل الحكومة ما لم يتدخل المحتل الأمريكي ويقدم الحلول ويفرض رئيس الحكومة ويباركه، وإنّ تحرك الرئيس الأمريكي بايدن وزيارة السعودية ولقاءه بالكاظمي، وكيل المديح والثناء عليه، يوحي بقبول هذه الشخصية، وتحسين صورتها لفرضها في رئاسة الحكومة المقبلة. وخاطب البيان المسلمين في العراق بالقول: إن المحتل الأمريكي ومن سار في ركبه ونفذ مخططاته وشارك في العملية السياسية التي أوصلتكم إلى ما أنتم عليه، كل أولئك لكم عدو فاتخذوهم عدواً، ولا تأمنوا لأي أحد منهم مهما أعطاكم من كلام معسول، فالتيار الصدري ومعارضوه كلهم متفقون على هذا النظام، ولم نسمع تصريحاً من أحدهم أنَّ أس الداء وسبب البلاء والفساد والمعاناة التي يعيشها أبناء هذا البلد هو هذا النظام السياسي ودستوره الذي فرضه المحتل، فمن يسعى للعلاج يجب عليه التركيز على المرض نفسه، فلا ينشغل بأعراضه. وختم البيان بالقول: أما آن لكم أن تُفيقوا من غفلتكم وتعودوا لرشدكم فتضعوا عن كاهلكم ذل قرن من الزمان؟! أما آن لكم أن تدركوا أنَّ خلاصكم وعزكم وصلاح حالكم لا يكون إلا باقتلاع هذا النظام السياسي العلماني الفاسد من جذوره، وإقامة النظام السياسي العادل الذي يكون السلطان فيه لكم، والسيادة لشرع الله وحده، فيكرمكم الله سبحانه وتعالى بأن تعودوا خير الأمم والشهود عليهم؟!
رأيك في الموضوع