نشر موقع (وكالة معا الإخبارية، الأحد 18 جمادى الآخرة 1442هـ، 31/01/2021م) خبرا ورد فيه: "قال عضو المكتب السياسي لحركة الجهاد الإسلامي خالد البطش إن موضوع المشاركة في الانتخابات مرهون بتغيير المرجعية الراهنة للانتخابات. وأشار البطش إلى أن موقف الجهاد الرسمي سيعلن بعد لقاء القاهرة على قاعدة: "التمسك بتغيير مرجعية الانتخابات السياسية الراهنة، والتوافق على برنامج سياسي وطني يشترك فيه الجميع، وضرورة الفصل بين المجلس التشريعي والمجلس الوطني"، وقال "إن المأمول من المشاركين في العملية الانتخابية سواء شاركت الحركة أم لم تشارك أن تفضي هذه الانتخابات لحكومة وحدة وطنية".".
الراية: إن الناظر إلى قضية فلسطين من زاوية العقيدة الإسلامية يدرك أن فلسطين هي أرض مغتصبة، وأن حلها يكون بتحرير فلسطين، أما المشاركة في الانتخابات والدخول في السلطة فهو طريق للتنازل عنها والتفريط بها وليس لتحريرها؛ إلا إن كان المقصود بالتحرير هو حل الدولتين الذي يعطي 80% من فلسطين لكيان يهود الغاصب.
وذلك أن المشكلة ليست في آلية إجراء الانتخابات أو نزاهتها، ولا في عدم الفصل بين المجلسين التشريعي والوطني، ولا في عدم وجود حكومة وحدة وطنية، ولا في اعتماد اتفاقية أوسلو كمرجعية، وإنما تكمن المشكلة في أن قيام منظمة التحرير وما انبثق عنها من سلطة ومجالس وما تبعه من انتخابات كان أساسه مشروع حل الدولتين الأمريكي القاضي بالتنازل عن ثلثي فلسطين لكيان يهود، ولذلك فإن المشكلة هي في المنظمة ووجودها من الأساس، والعمل الصائب هو فضحها وإنهاؤها سياسيا، وليس بترميمها وإعادة تدويرها.
أما اجتماع القاهرة والتعويل عليه في حل القضية، فهو وهم؛ ذلك أن التحرك المصري قد جاء برغبة أمريكية لاستئناف المفاوضات وفق مشروع حل الدولتين الذي تقره اتفاقية أوسلو، فكيف يُتصور بعد ذلك أن يتم تغيير تلك المرجعية للانتخابات في أحضان السيسي عميل أمريكا؟!
لقد آن الأوان لقادة الفصائل الفلسطينية ليعترفوا بحقيقة منظمة التحرير وسلطتها، وأن لا يحاولوا تحسين صورتها أو ترميم عظامها، وأن يتوقفوا عن الحديث من منطلق وطني يقزم القضية بل يصفيها، فحتى لو اتفقت كل الفصائل على التنازل عن شبر واحد من الأرض المباركة فهو تفريط وخيانة واتفاق باطل لأن أرض فلسطين ليست ملكا للفصائل بل هي ملك للأمة الإسلامية.
إن قضية فلسطين هي قضية إسلامية، ومرجعيتها كتاب الله وسنة نبيه عليه الصلاة والسلام، والتي توجب علينا استنهاض الأمة الإسلامية وجيوشها للقيام بواجبها والتحرك لتحريرها كاملة من بحرها إلى نهرها.
رأيك في الموضوع