كشف معهد الإحصاءات والدراسات الاقتصادية الفرنسي عن فقدان سوق العمل في فرنسا نصف مليون وظيفة في الربع الأول من هذا العام كانون الثاني إلى آذار 2020 بسبب تأثير تداعيات جائحة كورونا على اقتصاد البلاد (فرانس24، 11/6/2020). وكان المعهد قد أعلن في تاريخ سابق يوم 27/5/2020 عن تراجع في إجمالي الإنتاج الداخلي بنسبة قد تصل إلى 20% في الربع الثاني من السنة الحالية عقب تسجيل نقص بنسبة 5.8% في الربع الأول من السنة، وتوقع المعهد انكماشاً للاقتصاد الفرنسي لعام 2020 بنسبة 8%، وقد استعاد الاقتصاد أنفاسه مع رفع الحجر الصحي لكنه لن يعود إلى مستوى ما قبل أزمة فيروس كورونا. وتتوالى معاهد الإحصاءات في أمريكا وأوروبا أقوى اقتصادات في العالم عن إصدار إحصاءات ودراسات حول مدى تدهور أوضاعها الاقتصادية عقب أزمة كورونا.
وفي الوقت نفسه نشر المعهد العالمي لبحوث الاقتصاد الإنمائي التابع لمنظمة الأمم المتحدة يوم 12/6/2020 تقريرا عن تزايد حالات الفقر في العالم إذ قال إن عددا من الاحتمالات تأخذ في الاعتبار خطوط الفقر التي حددها البنك الدولي من الفقر المدقع بالعيش على 1.9 دولار أو أقل في اليوم إلى أعلى خطوط الفقر بالعيش على أقل من 5.5 دولار في اليوم. وفي ظل أسوأ احتمال وهو حدوث انخفاض نسبته 20% في دخل الفرد أو استهلاكه، يمكن أن يرتفع عدد الذين يعيشون في فقر مدقع إلى 1.12 مليار شخص، وإذا جرى تطبيق هذا الانخفاض على حد 5.5 دولار بين الشريحة العليا من البلدان متوسطة الدخل فقد يدفع أكثر من 3.7 مليار شخص أو يزيد قليلا عن نصف سكان العالم للعيش تحت خط الفقر. وإن الآفاق بالنسبة للأشخاص الأشد فقرا في العالم تبدو قاتمة ما لم تبذل الحكومات المزيد من الجهود على نحو سريع وتعوض الخسارة اليومية للدخل التي يواجهها الفقراء. فالمنطقة التي يتوقع أن تشهد أكبر عدد من الأشخاص المعرضين لخطر الانزلاق إلى الفقر المدقع هي جنوب آسيا تقودها إلى ذلك بالأساس الهند المكتظة بالسكان، وتليها منطقة أفريقيا جنوب الصحراء حيث سيأتي نحو ثلث الزيادة".
الراية: يرى المتابع الحصيف لكل هذه الأزمات الاقتصادية وحالات الفقر المتزايدة في دول العالم أنها في الأساس هي نتيجة تطبيق النظام الرأسمالي الفاسد، كما يرى أن أزمة كورونا قد فضحت فساد هذا النظام وفشله في التعامل مع الأزمات التي تعصف في العالم بسببه، مما جعل الاقتصادات كما جاء في الخبر تتدهور في الدول الرأسمالية الكبرى، وتتزايد حالات الفقر لدى الدول الصغرى المحكومة لها أو التابعة لها أو التي تدور في فلكها. ونقول إنه لا يوجد خلاص للبشرية جمعاء من أزماتها المختلفة التي تتوالى عليها تترى، وأن تنعم بخيرات بلادها ولن تظفر بالراحة أو تهنأ بالعيش الكريم؛ إلا في ظل مبدأ الإسلام ودولته، وتطبيق نظامه الاقتصادي العادل الذي يقضي على الفقر ويعالج أية أزمة طارئة العلاج الصحيح؛ ذلك أنه وحي رب العالمين ﴿أَلا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ﴾.
رأيك في الموضوع