قال رئيس وزراء لبنان حسان دياب في مقال له نشرته صحيفة واشنطن بوست يوم الخميس 21/5/2020 "يواجه لبنان الذي كان في وقت من الأوقات سلة غذاء الشرق الأوسط تحديا كبيرا لم يكن من الممكن تخيله قبل عقد من الزمان في خطر نشوب أزمة غذائية كبرى"، وقال: "إن من الضروري مقاومة محاولات بعض الدول الرامية لتقييد صادرات الغذاء"، ودعا "أمريكا والاتحاد الأوروبي لإنشاء صندوق استثنائي لمساعدة الشرق الأوسط على تجنب أزمة إنسانية"، وقال: "ربما يطلق الجوع شرارة موجة هجرة جديدة إلى أوروبا ويزعزع استقرار المنطقة بدرجة أكبر"، وقال "قبل بضعة أسابيع شهد لبنان أول احتجاجات الجوع. فقد توقف كثيرون من اللبنانيين عن شراء اللحوم والفاكهة والخضروات وربما يتعذر عليهم قريبا تحمل ثمن الخبز".
الراية: طالما أن لبنان كان بمثابة سلة غذاء الشرق الأوسط، فلم لا يسأل معالي رئيس وزرائه حسان دياب نفسه وهو في أعلى مقامات الدولة، كيف يعيد لبنان إلى ما كان عليه كسلة غذاء للشرق الأوسط كي يكفي احتياجاته ويزيد عليها؟! وقد أصبح لبنان يعتمد على استيراد المواد الغذائية مع أن أراضيه هي أراض زراعية تكفي احتياجات أهله بل وتزيد. وبسبب شح الدولارات بين أيدي الناس بدأ الاستيراد يتراجع، وأخذت أزمة شح المواد الغذائية تظهر. وقد ربطت الليرة اللبنانية بالدولار بسعر 1507.5 ليرة للدولار الواحد، في حين إنه في الوقت الراهن يجري التداول في السوق بنحو 4250 ليرة لبنانية للدولار الواحد. وكذلك فالديون الربوية قد تراكمت عليه كالجبال، وقد أعلن لبنان عجزه في شهر آذار/مارس الماضي عن سداد الأقساط المترتبة عليه بقيمة 1.2 مليار دولار، وهو يسدد فقط من الربا وليس من الدين الأصلي الذي تجاوز 92 مليار دولار، وهو يشكل 170% من الناتج المحلي الإجمالي.
إن حكام لبنان مثلهم مثل جميع جوقة الرويبضات حكام البلاد الإسلامية، عاجزون بل فاشلون في إيجاد الحلول الناجعة للمشاكل التي تعاني منها بلادهم وشعوبهم، وهم لا يملكون القدرة على إيجاد الحلول؛ لذلك فهم يلجأون إلى أمريكا ودول أوروبا أعداء الإسلام والمسلمين لإنقاذهم ليحافظوا على كراسيهم ومناصبهم على حساب بلادهم وخيراتها وشعوبهم ومصيرها؛ ذلك أنهم رويبضات سفهاء بحق كما وصفهم رسول الله صلى الله عليه وسلم . ختاما نقول إن فشل الدولة هو من فشل نظامها الذي يحكمها ومبدئها الذي يحدد شكلها وينشأ على أساسه دستورها وقوانينها، وكذلك حكامها الذين يديرونها ويرعون شئون الناس فيها؛ فإذا لم تعالج هذه الأمور جميعها بشكل جذري بأن يقام النظام في الدولة على أساس العقيدة الإسلامية، وتسود الأفكار الإسلامية فيها، وتكون عقلية حكامها عقلية سياسية إسلامية، فلن يصلح حالها وستتفاقم مشاكلها وتتعقد، ويزداد الفقر والعوز، ويبقى الناس يتضورون جوعا وحياتهم كلها ضنك وشقاء، وينطبق عليهم ويصدق فيهم قول الله العليم الحكيم: ﴿وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكاً وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى * قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنتُ بَصِيراً * قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنسَى * وَكَذَلِكَ نَجْزِي مَنْ أَسْرَفَ وَلَمْ يُؤْمِن بِآيَاتِ رَبِّهِ وَلَعَذَابُ الآخِرَةِ أَشَدُّ وَأَبْقى﴾.
رأيك في الموضوع