نشر موقع (الجزيرة نت، الجمعة 25 رجب 1441هـ، 20/03/2020م) خبرا جاء فيه: "بينما تتكثف التدابير الصارمة عبر العالم لوقف تفشي فيروس كورونا المستجد، يفتقر ثلاثة مليارات شخص إلى أبسط الأسلحة للوقاية منه، أي الماء والصابون، كما يقول خبراء أمميون.
ويقول المسؤول عن الموارد المائية لدى اليونيسيف لجنوب وشرق أفريقيا سام غودفري إن المياه غير متوافرة لدى البعض، ولا يملكون حتى المال لشراء الصابون، ولا يدركون حتى أهمية هذه الخطوات البسيطة للوقاية.
والأكثر تهديدا هم سكان مدن الصفيح المكتظة أو مخيمات اللاجئين بسبب سوء التغذية ومشاكل صحية أخرى، وغياب أنظمة مناسبة للصرف الصحي.
وفي أفريقيا جنوب الصحراء لا يستطيع 63% من سكان المدن (258 مليون نسمة) غسل أيديهم بحسب اليونيسيف. والنسبة هي 22% (153 مليونا) لآسيا الوسطى والجنوبية".
الراية: هذا ما أورثته الدول الكبرى ونظامها الرأسمالي الجشع للبشرية وللشعوب بعد عقود طويلة نشرت خلالها الحروب والدمار والصراعات حتى تتمكن من نهب ثروات وخيرات تلك البلاد، فنهبت الذهب والنفط والسيلكا والزنك والحديد والكوبلت واليورانيوم وحرمتهم من الطعام والماء والصابون وتركتهم فريسة سهلة للأمراض والأوبئة والجوع والتشرد.
إن جرائم الرأسمالية وجشعها قد بات ماثلاً للبشرية جمعاء، وكورونا جاء ليسقط ورقة التوت الأخيرة عن سوءة هذا النظام الوحشي، فبعض الدول أخفت الحقيقة لمآرب سياسية واقتصادية حتى انتشر المرض وتوسع، وبعضها أهمل الإجراءات وتحذير الخبراء خوفاً من الخسائر الاقتصادية والمالية، وبعضها رآها فرصة للتخلص من كبار السن وأصحاب الأمراض المزمنة بحجج وذرائع واهية من مثل مناعة القطيع، وبعضها ضخ مئات المليارات بل فوق التريليون ليس لمحاربة المرض ومنع تفشيه بل لدعم الاقتصاد والشركات والبورصات ووقف نزيفها فركز على اقتصاد أساطين رأس المال وتجاهل إهمالا صحة عامة الناس، بخلاف الإسلام الذي ينظر للناس نظرة رعاية واهتمام وليس نظرة استغلال واستعباد، نظام يفتح البلاد ليرعى شؤون أهلها بالعدل والحق وليمكنهم من الانتفاع بما أكرمهم الله به من خيرات وليس لينهبها ويسرقها.
رأيك في الموضوع