أيها المسلمون: إن حكامكم قد ألقوا بكتاب الله وسنة رسوله e وراءهم ظهريا، وقد قسموا بلادكم ومزقوها، ونهبوا ثرواتكم، وسلبوا خيراتكم، وأسلموكم لأعدائكم؛ لذلك فإنه واجب عليكم في هذا الشهر الكريم العمل الجاد المجد لتتخلصوا من هؤلاء الحكام العملاء الرويبضات الفاسدين المفسدين، وتنصبوا خليفة عليكم بدلا منهم، تبايعونه على الحكم بكتاب الله وسنة رسوله e، فهو أهم وأعظم فرض تقومون به في هذا الشهر، شهر رمضان الكريم. أما إذا بقيتم ساكتين على هؤلاء الحكام العملاء الخونة ورضيتم بهم وبحكمهم بغير ما أنزل الله، فإنه سينطبق عليكم وهذه حالكم حديث المصطفى e الذي قال فيه «يَا كَعْبُ بْنَ عُجْرَةَ أَعَاذَكَ اللَّهُ مِنْ إِمَارَةِ السُّفَهَاءِ. قَالَ: وَمَا إِمَارَةُ السُّفَهَاءِ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: أُمَرَاءُ يَكُونُونَ بَعْدِي فَمَنْ أَتَى أَبْوَابَهُمْ فَصَدَّقَهُمْ بِكَذِبِهِمْ وَأَعَانَهُمْ عَلَى ظُلْمِهِمْ فَأُولَئِكَ لَيْسُوا مِنِّي وَلَسْتُ مِنْهُمْ، وَلا يَرِدُوا عَلَى حَوْضِي، وَمَنْ لَمْ يَأْتِ أَبْوَابَهُمْ وَلَمْ يُصَدِّقْهُمْ بِكَذِبِهِمْ وَلَمْ يُعِنْهُمْ عَلَى ظُلْمِهِمْ، فَأُولَئِكَ مِنِّي وَأَنَا مِنْهُمْ وَسَيَرِدُونَ عَلَى حَوْضِي».
أيها المسلمون: في شهر رمضان المبارك كما أخبر رسول الله eتصفد الشياطين وتفتح أبواب الجنة وتغلق أبواب النار، وها أنتم قد لبيتم نداء ربكم فأسرعتم لصيام هذا الشهر إيمانا منكم واحتسابا. ألا فلبوا كامل مقتضى الإيمان حيث فرض الله سبحانه تعالى عليكم العمل لإقامة دولة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة. فالله سبحانه وتعالى يقول: ﴿فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّىَ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لاَ يَجِدُواْ فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجاً مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُواْ تَسْلِيماً﴾. هذا وقد حذرنا الله تبارك وتعالى من الأخذ ببعض الكتاب وترك بعضه الآخر حيث قال: ﴿...أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ فَمَا جَزَاء مَن يَفْعَلُ ذَلِكَ مِنكُمْ إِلاَّ خِزْيٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يُرَدُّونَ إِلَى أَشَدِّ الْعَذَابِ وَمَا اللّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ﴾.
أيتها الأمة الكريمة، يا خير أمة أخرجت للناس: إنك تريدين النصر والتمكين، ولكنك تفتقدين لمن يقودك، وإن تأمين القيادة هو أهم عامل من عوامل النصر، وها هو حزب التحرير يمد يده إليك لتبايعيه على القيادة، خاصة وأنه قد تبنى طريقة رسول الله eفي التغيير، ليقيم فيك الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة، الخلافة الموعودة القادمة قريباً بإذن الله، التي سيقيم فيها وبها حكم الله في الأرض، وينشر العدل والقسط بين جميع رعاياها، ويعلن الجهاد في سبيل الله الذي تفتح به البلاد والعقول والقلوب لإدخال الناس، كل الناس، في دين الله أفواجاً، تماماً كما كانت دعوة الرسول e، وإننا في سبيل ذلك نتوجه إلى أهل النصرة، أهل القوة والمنعة من أبناء المسلمين أمثال سعد بن معاذ وسعد بن عبادة، وأسيد بن حضير وأسعد بن زرارة ليكتمل العمل بهم، وليتجدد الدين بتجدد خلافته، وبهذا نستطيع أن نقول مطمئنين إننا طبقنا بعملنا ودعوتنا قول ربنا سبحانه وتعالى لرسوله الكريمe في كتابه الكريم: ﴿قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ﴾
رأيك في الموضوع