لقد عاشت الأمة الإسلامية قرناً من الزمان في الذلّ والهوان، والتمزّق والتشرذم، والتبعيّة للدول الكبرى، بفعل حكام رويبضات، لا يرقبون فيها إلّاً ولا ذمة، ولا يهمّهم إلا البقاء على كراسيّهم المعوجّة قوائمها، ينفّذون مخططات دول الكفر في بلادنا لإحكام سيطرتها علينا ونهب ثرواتنا، ووقفوا ضد كل من عارضهم وخالفهم، أو حاول التغيير عليهم، وتعرضوا لهم بالسجن والتعذيب والقتل وانتهاك الحرمات، وليس آخرهم بشار أسد ونظامه المجرم، الذي كشفت الأحداث الأخيرة في سوريا عن جرائمه بحق أهلها، جرائم يندى لها الجبين، وتنفر منها الفطرة السويّة.
إنّ الأمة قامت بثورات كثيرة للتغيير، لكنّ أيّاً منها لم تنجح، فثورات الربيع العربي، التي اندلعت قوية في عدد من بلاد المسلمين، نجحت دول الكفر في ركوبها، وحرفها عن مسارها، وها هي ثورة الشام قد نجحت في التخلّص من بشار أسد وعائلته، ولكن السؤال: هل تخلّص أهل الشام من نظامه؟ وهل وضعوا مشروعاً حقيقياً للتغيير؟
وبناء عليه قال بيان صحفي أصدره المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير مبينا ما هو التغيير الحقيقي الذي تنشده بلاد المسلمين، وما هو مشروع ذلك، فقال: إنّ التغيير الحقيقيّ في بلادكم أيها المسلمون لا يكون إلا بمشروع منبثق من عقيدتكم الإسلامية، فبه تقيمون شرع ربّكم، وتحملون رسالته إلى الناس؛ فترضون ربكم، وبه تستعيدون سلطانكم، وتستردون ثرواتكم، وتحفظون أرواحكم وأعراضكم، وتنالون العزة والكرامة التي افتقدتموها منذ هدم الخلافة، فتحرّرون ما احتُلّ من بلادكم، وتطردون أعداءكم، وتمنعونهم من التحكّم بكم. وهذا المشروع لا بد أن يتوافر شرطان في من يحمله ويسعى إلى تطبيقه، هما: الإخلاص والوعي السياسي؛ أنْ يكون مخلِصاً لله سبحانه وتعالى ولرسوله ﷺ وللأمة، لا يسعى لرضا أحد إلا الله تعالى، ولا يبيع دينه ولا أمته بعَرَضٍ قليل زائل. وأنْ يمتلك الوعي السياسي الذي يحول بينه وبين الانجرار وراء مخططات الدول الكبرى ومؤامراتها، ولا تنطلي عليه حيَلُها وألاعيبها السياسية، ولا يقبل إلّا أنْ يطبّق المشروع المنبثق عن عقيدة الأمة مهما واجهه من صعاب، ومهما حاكوا له من مؤامرات.
أما عمن يملك هذا المشروع فقال البيان: إنّ حزب التحرير هو الرائد الذي لا يكذب أهله، وهو من يملك هذا المشروع المنبثق من عقيدتكم؛ مشروع الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة، ويتحلى بالإخلاص الخالص لله سبحانه وتعالى ولرسوله ﷺ وللأمة، ضحّى وما زال يضحّي لوضع مشروعه موضع التطبيق والتنفيذ. ويمتلك الوعي السياسي الذي يكشف به مؤامرات الدول الكبرى وأجهزة مخابراتها، ولا تنطلي عليه مؤامراتها، ولا يقبل التنازل عن جزء ولو يسير من مشروعه هذا، ولو وقفت الدنيا كلها في وجهه.
وختاما وضح البيان الصحفي ماهية المشروع، فقال: إنّ مشروع حزب التحرير، هو مشروع الخلافة الراشدة على منهاج النبوة كما بشّر بها رسول الله ﷺ، وهو منشور في مواقعنا المختلفة بتفصيلاته وجزئياته، يشمل جميع جوانب الحياة، بدءاً من مشروع الدستور، وأنظمة الحياة المختلفة: السياسية، والاقتصادية، والاجتماعية، والتعليمية،... ندعو الأمة لتبنّيه، وندعوها لتسليم قيادتها لصاحب المشروع الحقيقي للتغيير؛ حزب التحرير.
رأيك في الموضوع