الاستاذ أحمد الخطواني
مفكر ومحلل سياسي - بيت المقدس
أكّد البيان الختامي للقمة العربية و(الإسلامية) التي انعقدت في الرياض على القرارات التي صدرت عن القمة المشتركة الأولى في تشرين الثاني/نوفمبر من العام الماضي، وتجديد ما يُسمّى بـ(التصدي للعدوان الإسرائيلي) على قطاع غزة ولبنان، وكأنّ القمّة السابقة كانت قد تصدّت للعدوان! كما أكّد البيان العمل على إنهاء تداعيات عدوان كيان يهود على المدنيين، ومواصلة التحرك بالتنسيق مع النظام الدولي لوضع حد لـ"الانتهاكات (الإسرائيلية) الخطيرة للقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني، وتعريض (إسرائيل) السلم والأمن الإقليميين والدوليين لـلخطر".
ولكن أين هي تلك التحرّكات التي يدّعون القيام بها؟ فكيان يهود لم يتوقف لحظة عن العدوان وانتهاك القانون الدولي فيما حكام العرب يتحركون حركة الذبيح؛
انطلقت في عاصمة السعودية الرياض في الثلاثين من شهر تشرين الأول/أكتوبر 2024 أولى جلسات التحالف العالمي لتطبيق ما يُسمّى بحل الدولتين، وهو كما تمّ تعريفه بأنّه "التحالف المعنيّ بترجمة هدف إنشاء دولة فلسطينية تعيش بسلام إلى جانب دولة (إسرائيل)"، وذلك وفقاً لما كان أعلنه وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان في نهاية أيلول/سبتمبر 2024، والذي اشترط في كلمته الافتتاحية إقامة الدولة الفلسطينية للمضي قدماً في مسألة التطبيع مع كيان يهود مشيراً إلى أنّ "دولاً كبيرة عدة بدأت بالاعتراف بالدولة الفلسطينية، وأنّ المساعي جارية للاستمرار باعتراف باقي الدول"، وبيّن ابن فرحان أن اجتماع التحالف الدولي لدعم حل الدولتين هو خطوة أولى ضمن خطوات عدة
يتمادى كيان يهود كثيراً في عدوانه على فلسطين ولبنان، ولا يحسب أي حساب لدول المسلمين، فهو يستخف بها لإدراكه الأكيد بخذلان حكامها
قامت محكمة العدل الأوروبية في 04/10/2024 بإلغاء اتفاقيتين تجاريتين مع المغرب بسبب الصراع المتعلق بمنطقة الصحراء الغربية، إذ اعتبرت أنّ "شعب الصحراء لم يُستشر فيهما
كشفت مجلة أتلانتيك الأمريكية أنّ وليّ العهد السعودي محمد بن سلمان الحاكم الفعلي للسعودية أبلغ وزير الخارجية الأمريكي
أعلنت بريطانيا يوم الاثنين 02/09/2024 حظر تصدير بعضٍ من أسلحتها إلى كيان يهود بزعم خشيتها من انتهاك القانون الإنساني الدولي، وقال وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي: "إن لندن ستعلق على الفور 30 رخصة لتصدير الأسلحة من بين 350 رخصة تصدير لـ(إسرائيل) بسبب مخاطر من احتمال استخدام مثل هذا العتاد في ارتكاب انتهاكات خطيرة للقانون الإنساني الدولي"، وأضاف: "إنّ الحظر الجزئي يشمل عناصر يمكن استخدامها في النزاع الحالي في غزة، وهي مكونات لطائرات مقاتلة ومروحيات ومسيّرات"، ولكن هذا الحظر الجزئي الذي أعلنته بريطانيا لا يشمل أجزاء مقاتلات إف 35 التي ستعفى من قرار التعليق.
وتُمثّل الصادرات العسكرية البريطانية إلى كيان يهود أقل من واحد بالمائة من إجمالي الأسلحة التي يتلقاها الكيان من الدول الخارجية، وهي نسبة ضئيلة جداً لا تؤثّر على حجم وارداتها الإجمالية من الأسلحة، وبالتالي فإن هذا الحظر البريطاني يُعتبر خطوة رمزية لا أهمية فعلية لها، لأنّ كيان يهود يتلقى مُعظم أسلحته وذخائره من أمريكا بنسبة 69% ومن ألمانيا بنسبة 30%.
قام رئيس سلطة أوسلو في رام الله محمود عباس بزيارة تركيا بدعوة من الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لإلقاء كلمة أمام البرلمان التركي يوم الخميس الموافق 15/08/2024 قال فيها: "إنّني قرّرت التوجه مع جميع أعضاء القيادة الفلسطينية إلى قطاع غزة وأدعو مجلس الأمن إلى تأمين وصولنا إلى القطاع"، وقال إنّ زيارته تلك ستتم "حتى لو كان ثمن ذلك حياتنا، فإن حياتنا ليست أغلى من حياة أصغر طفل في غزة"، وأضاف: "نحن نطبق أحكام الشريعة: النصر أو الشهادة"، على حد زعمه!
وأضاف بأنّ "دولة فلسطين هي صاحبة الولاية على قطاع غزة والضفة الغربية وعاصمتها الأبدية القدس"، وطالب "قادة دول العالم والأمين العام للأمم المتحدة
إنّ المّدقّق في قرارات القيادة الإيرانية وتصرفاتها تجاه الحرب في غزة، يجد أنّها لا تهدف إلا إلى تكريس زعامتها للمنطقة بالتوافق مع المصالح الأمريكية، فهي لا يهمها إلا مصالحها التي لا تُعارض السياسة الأمريكية، وإنّ من أهم هذه المصالح الإيرانية بقاءها على رأس ما يُسمّى بمحور المٌقاومة، ومد نفوذها في الشرق الأوسط ليشمل فلسطين عن طريق بوابة غزة، تماماً كما مدّت نفوذها من قبل في العراق وسوريا ولبنان واليمن، مُستفيدة من الثورات والحروب الأهلية والصراعات المذهبية المُندلعة في المنطقة، وتفعل ذلك لتُصبح قوة إقليمية رئيسية تُنافس كيان يهود، وتتفوق على القوى الإقليمية والمحلية في المنطقة كتركيا ومصر والسعودية.
لقد أدرك كيان يهود في وقت مُبكر تمدّد إيران في المنطقة، فحاول إعاقة هذا التمدد بشيطنة
في الوقت الذي تبذل فيه إدارة بايدن جهودها لمنع التصعيد، وفي احتواء إشعال حربٍ إقليمية في الشرق الأوسط
دُشّن تحالف كواد لأول مرة في عام 2007 كحوار أمني رباعي بين أربع دول بناء على اقتراح رئيس الحكومة اليابانية وقتذاك شينزو أبي، وبدعم من نظيريه الأسترالي جون هوارد والهندي مانموهان سينغ ونائب الرئيس الأمريكي ديك تشيني، والذي أثمر وقتها عن قيام الدول الأربع بمناورات وتمارين عسكرية مشتركة تحت عنوان "تمرين مليبار"، واعتبر رداً على تصاعد قوة ونفوذ الصين. ويُعرّف تحالف كواد بأنّه حوار استراتيجي غير رسمي بين الولايات المتحدة واليابان وأستراليا والهند.
للاطلاع على احدث ما ينشر من الاخبار والمقالات، اشترك في خدمة موقع جريدة الراية للبريد الالكتروني، وستصلك آخر الاخبار والمقالات بدون ازعاج بإذن الله على بريدك الالكتروني