نشر موقع (الجزيرة نت، السبت، 27 صفر 1441هـ، 26/10/2019م) خبرا جاء فيه: "تتواصل الحركة الاحتجاجية في لبنان لليوم العاشر على التوالي للمطالبة باستقالة الحكومة ومحاسبة الطبقة السياسية على الوضع الاقتصادي الذي وصلت إليه البلاد.
وقال مدير مكتب الجزيرة في بيروت مازن إبراهيم إن المتظاهرين يحاولون الاستمرار في زخم التحرك لإجبار الطبقة السياسية الحاكمة على التوصل إلى حلول ترضي الشارع الغاضب، وعلى رأس مطالبه استقالة الحكومة.
وبيّن المراسل أن هناك حالة من الاستعصاء السياسي، مشيرا إلى أن رئيس الوزراء سعد الحريري عرض الاستقالة على رئيس الدولة ميشال عون شرط أن يتم تشكيل حكومة من غير الحزبيين أي التكنوقراط.
وبقيت الجامعات والمدارس والمصارف مغلقة لليوم العاشر على التوالي من الاحتجاجات على مستوى البلاد، التي أثارتها الضرائب الجديدة المقترحة من جانب الحكومة اللبنانية".
الراية: إن دولة لبنان هي دولة فاشلة من كل النواحي، فهي ليست كيانا سياسيا مستقلا ومتماسكا، بل هي دولة طوائف تتقاسم فيما بينها السلطة، وهذه السلطة هي ليست سلطة ذاتية مستقلة عن محيطها الإقليمي والدولي، بل كل طائفة فيها تتبع دولة من الدول الإقليمية العميلة للغرب أو دولة غربية مباشرة، فأطراف الدولة منقسمة بين الذين يزعمون أنهم زعماء للسنة ويتبعون نظام آل سعود عميل أمريكا حاليا، ومن يدعون تمثيل الشيعة ويتبعون إيران الدائرة في فلك أمريكا حد التبعية، ومن يركبون موجة النصارى ومعهم الدروز ويتبعون بريطانيا وفرنسا. أما الدستور الذي تقوم عليه دولة لبنان، فهو كذلك دستور يقوم على المحاصصة الطائفية، وهو ما يرسّخ الفرقة والنزاع ولا يوجد الأمن والأمان والاستقرار للناس. أما الوسط السياسي، فبما أنه ممثل لطوائف وعميل للغرب، فإن سياسته ليست ذاتية، بل هي إملاءات من الخارج خدمة وتنفيذا لمصالح الغرب في المنطقة، ليس أقلها حفظ حدود كيان يهود من أهل الشام ومنهم أهل لبنان. أما الفشل الاقتصادي، فإن اقتصاد لبنان ليس اقتصادا ذاتيا يقوم على الصناعة والزراعة والتجارة، بل هو اقتصاد يعتمد على الخارج من المغتربين والدول الداعمة لكيان يهود. أما الفساد الأخلاقي، فهو ممنهج ومدعوم من الخارج وخصوصا من فرنسا، سيدة الانحلال العالمي، حتى أصبحت رائحة الفحش في أوساط معينة تزكم الأنوف.
إن واقع الدولة اللبنانية لا يمكن إصلاحه إلا بالانقلاب الجذري عليه، ولبنان كبلد لا يمكن أن يكون مستقلا بذاته، بل امتداده الطبيعي هو بلاد الشام وخصوصا سوريا، وقد سبق أهل سوريا أهل لبنان في الثورة على النظام النصيري الطائفي في بلدهم، وعلى أهل لبنان الإطاحة بالنظام في لبنان ثم وضع يدهم بيد إخوتهم الثائرين في سوريا وإقامة دولة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة، فهي الدولة الوحيدة القادرة على توحيد الطوائف وإنصافهم بأحكام ربانية.
رأيك في الموضوع