وقفت ميشيل باكمان عضوة الكونجرس الأمريكي أمام التلفزيون المصري بعد لقائها بابا الأقباط في 7 أيلول/سبتمبر 2013 تقول إنها ستقف حتى يستمر الدعم العسكري والمادي للجيش المصري وصرحت أنها تريد التأكد من وجود طائرات الأباتشي والمعدات التي يستطيع بها شركاؤهم الإمساك بالإرهابيين، وفي 26 أيلول/سبتمبر 2014م، وأمام مؤتمر قمة الناخبين تصرح أن كلمة إرهاب هي تكرار لكلمة إسلام وأنها تراه عدوا وشرا مطلقا.
هذه ليست نظرة فردية لدى شخص من ساسة الغرب وإنما هي نظرة عامة تكاد تكون موجودة لدى كل ساسة الغرب ورجال الدين عندهم، ولعل هذا ما ظهر في تصريحات بابا الفاتيكان السابق، وهو ما تترجمه حربهم الشعواء على الأمة الإسلامية ﴿قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاءُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ﴾.
أما عن الإرهاب فحدث ولا حرج وراجع صفحات التاريخ ترى بحور الدماء التي أسالها الغرب لنهب ثروات الشعوب وبمباركة البابا والكنيسة، وانظر إلى الإسلام ودولته وخلافته وكيف ملأت الأرض عدلا ونورا يستضاء به، فالغرب هو صانع الإرهاب وأمه وأبوه، وما إلصاقه بالإسلام إلا ذريعة لمزيد من سفك دماء المسلمين بلا جريرة ولمزيد من قمع الشعوب التي تسعى للانعتاق من ربقة الغرب ومنعه من نهب ثرواتها وخيراتها.
هذا هو الغرب وتلك هي نظرته للإسلام يا شيخ الأزهر وهذه حربه على الأمة التي لا تخفى على من له حس، أما السلام الذي يلوح به الغرب فهو سلام للخانع الذليل الذي يرضى ويقبل ببقائه تحت ربقة الغرب قانعا بما يلقيه إليه من فتات موائد كل ما عليها هو ملك للأمة حصرا، ففي أي صف تقف يا شيخ الأزهر؟! في صف أعداء الأمة وقاتليها؟! أم في صف أبنائها العاملين لعودة عزها وسيادتها؟! إن من يقف في صف الأمة لا يذهب إلى الفاتيكان إلا في جيشِ فتحِها كما بشر النبي e، ولا يصطف مع من أعلنوا الحرب على الأمة ودينها صراحة جهارا نهارا يقتلون وينهبون ويغتصبون ويدمرون.
يا علماء الأزهر! لقد خاطبناكم ونصحناكم ولم نمل ولن نمل من نصحكم في الله، فكونوا لله كما أراد منكم وكما ارتضى لكم؛ مشاعل هدى ونور يهتدي بها الناس، لا جسورا يعبر الناس عليها إلى الجنة ثم تهوي إلى النار، إننا نربأ بكم أن تقفوا موقفا يخزيكم أمام الله عز وجل، وقد حباكم العلم والفطنة فلا تكونوا كالتي نقضت غزلها، فهذا دينكم وتلك أمانتكم والله سائلكم عنها، فخذوا على يد أكابركم وَأْطروهم على الحق أطرا، وكونوا للأمة قادة نحو ما يصلح حالها ويعيد عزها ومجدها الذي سلبه الغرب ولا زال، فقودوا الأمة لتحكم بالإسلام شاملا كاملا من خلال خلافة على منهاج النبوة، وحسبكم أن بينكم حزب التحرير قد كفاكم مؤونة البحث والتدقيق والاستنباط لإيجاد مشروع كامل للأمة يعبر عنها وعن عقيدتها، وها هم شبابه بينكم فخذوه منهم واحملوه معهم فهم أولى بأن تذهبوا لهم وتجالسوهم عوضا عن بابا الفاتيكان وأشياعه، وهم أولى باحتضانكم، وهم أولى بأن تبحثوا معهم ما تحتاجه الأمة وما يصلح حالها لا أن تبحثوه مع عدوها الذي يكيد لها ليل نهار، وكيده لها ظاهر لا يغفل عنه إلا من فقد البصيرة قبل البصر.
يا شيخ الأزهر وعلماءه! إن الغرب لن يرضى عنكم مهما قدمتم من تنازلات، وحسبكم ما أخبركم الله عز وجل ﴿وَلَن تَرْضَىٰ عَنكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَىٰ حَتَّىٰ تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ﴾ فلن يرضوا عنكم حتى تنسلخوا من دينكم بالكلية، وقد رأيتم ما فعلوه بمرسي والإخوان بعد أن امتطوا ظهورهم لسرقة ثورة الكنانة ثم ألقوا بهم لقمة سائغة للعسكر بعد كل ما قدموه من تنازلات، وكما يقولون (من يجرب المجرب عقله مخرب)، فقد جرب غيركم وغيركم وألقت بهم أمريكا بعد انتهاء مهامهم، والله عز وجل له المثل الأعلى ﴿وَلَا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُم مِّن دُونِ اللَّهِ مِنْ أَوْلِيَاءَ ثُمَّ لَا تُنصَرُونَ﴾، فبقاؤكم في صف أعداء الأمة وأعدائكم لن ينفعكم وستنالون به خسران الدنيا والآخرة، فالله ناصر جنده ومعز دينه ولو كره الكافرون ولو تحالف عليه كل قوى الكفر الحاقدة، وحسبكم كيف نصر الله نبيه وأخرجه من بين براثن المشركين ليلة الهجرة وقد أحاطوا به من كل جانب وجمعوا له كل مجمع، إلا أن نصر الله متحقق في النهاية لأوليائه وأصفيائه فكونوا منهم ولا تكونوا ممن يخذلهم أو يصفق لهم مع المصفقين.
أيها العلماء! إن ميراثكم عظيم وحملكم ثقيل؛ فإما أن تلقوه عنكم وراء ظهوركم فيوردكم جهنم، أو تحملوه حمل المخلصين فتكون لكم الجنات العلا، واعلموا أن نصر الله وتمكينه وعودة الخلافة على منهاج النبوة قد حان وقريبا نزحف إلى الفاتيكان زحف الفاتحين خلف خليفة المسلمين لنحقق وعد الله ورسوله e. وإننا في حزب التحرير نعمل لذلك ونوقن أنه متحقق لا محالة، ونسعى لأن يكون بنا قبل غيرنا، فشاركونا الأجر والثواب عسى الله أن يكتبكم مع الأنصار فتنالوا العز في الدنيا والفردوس الأعلى في الآخرة.
﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَجِيبُواْ لِلّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُم لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ﴾
بقلم: عبد الله عبد الرحمن
رأيك في الموضوع