لقد تزايدت وتيرة الصراع الإنجلو - أمريكي في اليمن بعد اندلاع الثورات في 2011م خصوصاً بعد اجتياح الحوثيين للعاصمة صنعاء في 21/9/2014م بعد أن زودتهم أمريكا عن طريق إيران بصنوف الأسلحة المتنوعة والفتاكة، وظنت أنها بهذه القوة ستلتهم اليمن وتطرد نفوذ الإنجليز الذي حكمها عشرات السنين. وكانت أمريكا تسير لتحقيق هدفها بالقوة والعنجهية التي غرستها في الحوثيين فأصبحت أبرز صفاتهم، وكذلك بالمفاوضات والتهديد بغزو اليمن من قبل أمريكا وإشعال الحروب في كل المدن إذا لم يخضع هادي وصالح المتحالف مع عميلها الحوثي للحلول الأمريكية وقبولهم بمشاركة الحوثي في الحكم وعدم مطالبتهم بنزع الأسلحة من يديه. إلا أنها لم تنجح حتى الآن في تحقيق هدفها رغم أعمالها القذرة التي تخطط لها وينفذها الحوثي ورجالاتها في الحراك الجنوبي؛ فالحوثي يتراجع في عدة جبهات ويخسر في أخرى. أما المفاوضات فقد وصلت إلى حيص بيص رغم محاولة أمريكا المستميتة في إجبار عملاء الإنجلير على العودة إلى المفاوضات وتخويفهم وتهديدهم باستعمال القوة والتلويح بأخذ قرار من الكونغرس الأمريكي لغزو اليمن مع أن غزوها شبه مستبعد، ففشل أمريكا في العراق لا زال قائما رغم أعمالها القذرة فيها التي يشيب لها الولدان. كما أن السياسة الخارجية الأمريكية لا زالت تسير على استراتيجية نيكسون وذلك بالمحافظة على قلب الإمبراطورية (أمريكا) وتحريك الأطراف (الحلفاء والعملاء) لتنفيذ أهدافها حتى لا تسقط الإمبراطورية الأمريكية كما سقطت الإمبراطورية الرومانية التي اعتمدت على القلب أكثر من الأطراف كما تفعل أمريكا في الشام من تحريك روسيا وإيران وتركيا وغيرهم لتحقيق مشاريعها الاستعمارية. إلا أن ترامب خفيف العقل ومتهور ولا يستبعد أن يقوم بأعمال شيطانية وصبيانية في الوقت نفسه فتسقط امبراطوريته التي اكتوى العالم بنيران مبدئها الرأسمالي العفن.
أما بريطانيا فقد وزعت الأدوار بين عملائها؛ فهادي يواجه الحوثيين عسكرياً وصالح يتحالف معهم لمنعهم من الانفراد بالسلطة أو الوصول إلى المناطق الحساسة في الحكم، وقد قام الإنجليز بتنفيذ تلك الخطة بدهاء وخبث، وقد غرسوا صفة الدهاء والخبث في عملائهم حتى أصبحت أبرز صفاتهم. فهادي يتقدم في المواجهة العسكرية مع الحوثيين في جبهات كثيرة وأبرزها في الآونة الأخيرة صعدة وتعز، فهو يسعى إلى إغلاق المنافذ البحرية لقطع الإمداد العسكري الأمريكي والإيراني بصنوف الأسلحة على الحوثي كالسيطرة على ميناء المخاء لإغلاق منفذ باب المندب في وجه الحوثيين، كما يسعى هادي لإغلاق ميناء الحديدة لخنق الحوثي كما يتقدم في صعدة وهي معقل الحوثيين ونقطة انطلاقهم للسيطرة على اليمن وتنفيذ المخططات الأمريكية فيها، بالإضافة إلى سيطرة هادي على الجنوب ومأرب ونهم والجوف رغم العراقيل التي توجدها أمريكا في هذه المناطق. كما يظهر هادي حرصه على أهل اليمن، فتم تسليم بعض المرتبات حتى في صنعاء الخاضعة لسيطرة الحوثيين كصرف راتب شهر كانون الأول/ديسمبر 2016م عن طريق شركة الكريمي للصرافة.
أما دور صالح فيكمن في منع الحوثي من الانفراد بالسلطة أو الاستيلاء على المناصب الحساسة في الحكم ومنها الحرس الجمهوري الذي يسعى الحوثي بكل قوة إلى السيطرة عليه بعد اغتيال قائده علي الجايفي بعد مذبحة الصالة الكبرى في 8/10/2016م التي قامت بها طائرات التحالف بالتنسيق مع أمريكا التي تعطيها الإحداثيات لتصفية رجال الإنجليز كعبد القادر هلال والجايفي وغيرهما، وقد أفشل صالح محاولة أخذ قيادة الحرس الجمهوري بالقوة من قبل عبد الخالق الحوثي شقيق عبد الملك الحوثي زعيم الحوثيين في الشهور الماضية. كما يزج صالح بالحوثيين في الجبهات لإضعافهم وخاصة جبهات الحدود مع السعودية التي يرغب الحوثي في التفاوض معها منفرداً تحت إشراف أمريكا سيدة الحوثي وسلمان. فالإنجليز يرون الحوثي ثوراً هائجاً ولا يمكن ذبحه إلا بعد إثخانه بالجروح. كما ينتهج صالح وحزبه سياسة إحراق الحوثي وإظهاره على حقيقته بأنه لا يستطيع إدارة شؤون الحكم وأن مكانه الصحيح بأن يعود إلى كهفه في جبال مران بصعدة. فكانت أعمال الحوثي الصبيانية من الاعتقالات التعسفية واحتجاز المرتبات ونهب المال العام والسطو على بعض الممتلكات الخاصة والعامة.
والخلاصة:
ليس مستغرباً أن تتصارع أمريكا وبريطانيا في اليمن فتسفك الدماء وتنهب الثروات وتعيث فيها فساداً ما دامت الدماء ليست دماءهم والثروات ليست ثرواتهم والبلاد ليست بلادهم. إنما العجيب أن يكون لهم أدوات وعملاء من أهل اليمن أصبحوا أكثر أجراماً وعداءً للإسلام منهم، ولذلك فإن المخرج هو باجتثاث هؤلاء العملاء وهدم عروشهم على رؤوسهم، والطريق لذلك هو العمل الجاد المجد مع حزب التحرير لإقامة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة فهي طريق الخلاص والعزة والنهضة، فبها يعاد سلطان الأمة المغصوب فتعود خير أمة أخرجت للناس، وهي الطريقة الوحيدة الشرعية لتطبيق الإسلام على المسلمين وحمل رسالته للعالم وتحرير جميع البلدان المحتلة وإعادتها كاملة إلى حضن المسلمين وفي مقدمتها كشمير وقبرص وجنوب السودان والعراق وفلسطين...
بقلم: شايف صالح - اليمن
رأيك في الموضوع