أكد المتحدث باسم الحكومة الإثيوبية "جيتاجو ردا" استمرار أعمال البناء في مشروع سد النهضة على نهر النيل، بوصفه مشروعا "سياديًا قوميًا لا يقبل التهاون فيه"، مشيرا أنه "رغم ذلك دخلت أديس أبابا في مفاوضات مع دول المصب (مصر والسودان) لبناء الثقة".
وقال "ردا" في حوار مع "الأناضول"، إن "مصلحة مصر والسودان هي في بناء السد، وموضوع ملئه يُعتبر جزءا من أعمال البناء"، لافتا أن "إثيوبيا مطمئنة على سلامة السد، لأن الشركة المنفذة للمشروع هي من بيوت الخبرة العالمية المتخصصة".
وأضاف "رغم أن السد يقام على أرض إثيوبية ذات سيادة وطنية، مع ذلك قبلنا الدخول في محادثات مع دول المصب لبناء الثقة فضلا عن تقديم مزيد من المعلومات بكل شفافية ووضوح، عبر اللجنة الفنية للدول الثلاث، والشركات العالمية التي تجري الدراسة حول سد النهضة"، وفقا لتعبيره.
وشدد على عدم وجود تعارض في المصالح بين بلاده ودول المصب، موضحا "بيننا والسودان تعاون استراتيجي ونسعى للوصول مع مصر إلى نفس المستوى، وعبر الحوار يمكننا التغلب على كل التباينات". (وكالة الأناضول)
: إن كلام المتحدث باسم الحكومة الإثيوبية عندما يصف سد النهضة بأنه مشروع "سيادي قومي لا يقبل التهاون فيه" يُظهِر النظرة التي تنطلق منها إثيوبيا فيما يتعلق بموضوع مياه النيل وكيفية الحصول على الكمية الكبرى من النهر من خلال بناء سد النهضة، وذلك على النقيض من المواقف المخزية المفرّطة التي اتبعها حكام مصر والسودان الذين دأبوا على التفريط بمصالح المسلمين في البلدين، وهذا ما دفع إثيوبيا أن تعتبر دخولها مفاوضات مع مصر والسودان هو مِنَّة منها، مع أن بناء السد من قبل إثيوبيا يلحق ضررا بليغا بمصر والسودان وحصة كل واحدة منهما بمياه نهر النيل. هذا مع العلم أن إثيوبيا تماطل في المفاوضات ليمر أطول وقت ممكن ريثما تُنهي أعمال بناء السد حتى يصبح أمرا واقعا، وقد عبّر المهندس حيدر يوسف، وكيل وزارة الري السودانية السابق عن ذلك بقوله: (إن تكرار عملية التفاوض من أجل التفاوض دون جدوى على أرض الواقع هو استراتيجية إثيوبية في التعامل مع أزمة السد).
رأيك في الموضوع