تباينت ردود الأفعال عالميا ومحليا على تنصيب ترامب في البيت الأبيض، وفي هذا الصدد قال بيان صحفي صادر عن المكتب الإعلامي لحزب التحرير في أمريكا: من يعرف حقيقة الواقع السياسي في أمريكا وكيفية إدارة دفة الحكم فيها، يعلم أن ترامب وحكومته التي شكّلها قادمة لتحقيق مزيد من مصالح الرأسماليين من أصحاب الشركات العملاقة ممن دعموه للوصول إلى سدة الحكم، وهو ما سيكون على حساب الشعوب المقهورة والشعب الأمريكي نفسه.
بالنسبة للأمة الإسلامية، فإن ترامب الذي بدا أنه أجبر كيان يهود على وقف قتله لأهلنا في غزة، هو حقيقة قام بذلك بعد أن أثخنت الإدارة الأمريكية السابقة في قتلهم وارتوت من دماء الأطفال والأبرياء، وسوَّوْا جل مبانيها بالأرض، فلم يبق شيء آخر يقومون به هناك، وها نحن نشاهد كيان يهود، وبضوء أخضر من ترامب يعيد الكرّة في الضفة الغربية.
أما سوريا وما آلت إليه ثورتها، فإن الغزل بين إدارة ترامب وبين القائمين على الأمور في دمشق، من رفع للعقوبات وإرسال رسائل التهنئة، لا ينبئ بخير من مكر بالشام وأهلها.
أما باقي البلاد الإسلامية، فإن ترامب صاحب مقولة "دكتاتوري المفضل" للسيسي، سيظل داعما ومساندا لحكامها الطغاة، ليظلوا متسلطين على رقاب المسلمين حاكمين بغير ما أنزل الله، فاتحين أبواب بلاد المسلمين مشرعة أمام النهب والسلب الذي تقوم به الشركات الأمريكية العملاقة.
أما على الصعيد الداخلي، فإن ترامب سيزيد من الضغط على العرقيات الصغيرة ما يؤكد على عنصريته تجاه الجميع، فيستخدم الهامش الذي يسمح به القانون للتضييق عليهم ومنهم المسلمون، ولن يحفظ لمن انتخبوه جميلهم، ولكنه لن يتمكن هو وإدارته من تغيير القانون الذي تُحكم به البلاد، فهو ليس مشرعا بل منفذ للقانون، لذلك يجب على الجالية المسلمة أن لا تخشى بطشه فليس له صلاحية قانونية تمكّنه من ذلك، ولو لوّح باستخدام العصا وأغرى المتخاذلين بالجزرة. لذلك لا يجوز للمسلمين التنازل عن حقوقهم والتهاون في المطالبة بها، سواء أكانت الحقوق التي أقرها لهم القانون أم حقوق أمتهم عليهم بانتصارهم لقضاياها، من خلال الأعمال السياسية والفكرية.
رأيك في الموضوع