النقاط التالية عرضها المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية باكستان مبينا فيها ماذا يقصد حزب التحرير، أو ماذا يعني تحرير الأمة الإسلامية وبلادها من الاستعمار:
أولا: حزب التحرير يدعو إلى تحرير بلاد المسلمين من الاستعمار. تعني كلمة التحرير في اللغة العربية الانعتاق أو التخلص من العبودية. يدعو حزب التحرير إلى تحرير البلاد الإسلامية من أفكار المستعمر وأنظمته وأحكامه، ومن سيطرة الدول المستعمرة ونفوذها.
ثانيا: يرفض حزب التحرير الاستعمار الاقتصادي لبلاد المسلمين. ويؤكد أن طريقة الحصول على قروض أجنبية للتمويل تشكل خطرا على أي بلد. في الماضي، كانت القروض وسيلة للاستعمار المباشر لبلد ما. واليوم، تعد القروض طريقة رئيسية لتوسيع نفوذ المستعمرين وسيطرتهم على البلدان. إن القروض الربوية تلقي البلاد في فخ الديون العميقة. ثم تفرض المؤسسات المالية الاستعمارية، مثل صندوق النقد الدولي، شروطا تزيد من سوء الأوضاع الاقتصادية. حيث تسمح تلك الشروط للشركات الأجنبية باستغلال المواد الخام والسيطرة على الأسواق المحلية بسلعها عالية القيمة. كما تقيد الشروط الصناعة المحلية بإنتاج سلع منخفضة القيمة للأسواق الخارجية. وتفرض تلك الشروط خصخصة صناعة الدولة والملكية العامة مثل النفط والكهرباء، ما يحرم بيت المال من الأموال.
ثالثا: يرفض حزب التحرير الاستعمار العسكري لأراضي المسلمين. ويؤكد الحزب أنه لا يجوز للمسلمين أن يعقدوا اتفاقيات عسكرية مع الدول الاستعمارية، كاتفاقيات الدفاع المشترك، والأمن المتبادل، وما يلحق ذلك من التسهيلات العسكرية، أو تأجير القواعد، أو المطارات أو الموانئ. كما لا تجوز الاستعانة بالدول الكافرة، ولا بجيوشها، ولا أخذ قروض أو مساعدات من هذه الدول الاستعمارية.
رابعا: يرفض حزب التحرير الاستعمار السياسي لأراضي المسلمين. بعد هدم الخلافة على أيدي القوى الاستعمارية، تم تقسيم أراضي المسلمين إلى أكثر من خمسين دولة صغيرة، كجزء من سياسة (فرق تسد). يؤكد الحزب أن المسلمين أمة من دون النّاس، ويجب أن يكونوا وحدة واحدة في دولة واحدة، وكيان واحد. وأنه يجب العمل على توحيد جميع أراضي المسلمين في دولة واحدة هي دولة الخـلافة.
خامساً: يرفض حزب التحرير الاستعمار الثقافي لبلاد المسلمين. بعد هدم الخلافة وضع المستعمرون المناهج والمقررات التعليمية من وجهة نظر مبدئهم الرأسمالي، وهو مبدأ فصل الدين عن الدولة، وفصل الدين عن الحياة، "دع ما لقيصر لقيصر وما لله لله" وبناء على ذلك كان الإنسان هو الذي يضع نظامه في الحياة.
إن رفض حزب التحرير للاستعمار الثقافي لبلاد المسلمين ينطلق من وجهة نظر الإسلام، ففي الإسلام الله سبحانه وتعالى هو المشرع، وهو وحده الذي يضع النظام للبشر، وجعل الدولة جزءاً من أحكام الإسلام، وفي الشريعة الإسلامية فإن المسلم مقيد بأداء جميع أعماله وفقاً لأحكام الشريعة، وقد ورد في القرآن الكريم: ﴿فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ﴾. فلماذا لا يُسمح لحزب التحرير بالدعوة إلى إنهاء الاستعمار الثقافي في بلاد المسلمين؟
وختاماً فإن حزب التحرير حزب سياسي مبدؤه الإسلام، ويقتصر عمله على العمل السياسي والفكري، التزاماً بطريقة الرسول ﷺ في حمل الدعوة في مكة، وكل مواقفه السياسية والفكرية تنطلق من الإسلام، وهو يعمل على إنهاء كل أشكال الاستعمار في بلاد المسلمين، كما يعمل على توحيد بلاد المسلمين تحت نظام الحكم الإسلامي؛ الخلافة.
رأيك في الموضوع