انفض سامر جنيف الذي بدأ في الرابع عشر من آب/أغسطس، لبحث الأزمة السودانية، انفض يوم الجمعة 23 آب/أغسطس 2024م بتشكيل تحالف "متحدون الدولي" لإنهاء الحرب في السودان، وبحسب المبعوث الأمريكي الخاص للسودان توم بريليو فإن التحالف يضم إلى جانب الولايات المتحدة الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي ومنظمة إيغاد، إلى جانب سويسرا والسعودية والإمارات ومصر. وبالرغم من طول فترة مباحثات جنيف إلا أن ما خرجت به من نتيجة ليس له قيمة في إيقاف هذه الحرب العبثية الدائرة في السودان. وفي السياق نفسه أوردت وكالة الصحافة الفرنسية أن الجيش والدعم السريع وافقا على توفير ممرين آمنين للمساعدات الإنسانية، كما أكدت دول الوساطة أنها تحصلت على ضمانات من طرفي النزاع لتوفير ممرين آمنين هما معبر أدري بإقليم دارفور وطريق الدبة في شمال السودان.
إزاء ذلك قال الأستاذ إبراهيم عثمان (أبو خليل) الناطق الرسمي لحزب التحرير في ولاية السودان في بيان: إن أمريكا غير جادة في إنهاء الحرب قبل تحقيق أجندتها في السودان، ولذلك تعمل على إطالة أمد الحرب حتى تحصر الصراع بين طرفي أمريكا؛ قيادة الجيش وقيادة الدعم السريع، وبذلك تتحكم بنتيجة الصراع كما هو الحال حاليا، ومن ثم تبقى المعارضة الموالية لبريطانيا وأوروبا مشلولة كما هو حالها منذ تفجر الصراع، كما تريد أمريكا القضاء على الحركات المتمردة أو ما يسمى بحركات الكفاح المسلح التابعة لبريطانيا فكان لا بد من سقوط الفاشر حاضرة شمال دارفور ومركز الحكومة الإقليمية بقيادة مناوي، وذلك يقتضي سقوطها في يد الدعم السريع حتى تصبح دارفور بكاملها تحت سيطرة الدعم السريع، وبذلك يقضى على الحركات التابعة لبريطانيا والتي تستميت الآن في الدفاع عن الفاشر لأنها تعلم أن سقوطها هو نهايتها، فأمريكا لن توقف الحرب حتى تصبح دارفور في يد الدعم السريع حتى إذا اقتضت مصلحة أمريكا لاحقا فصل دارفور يكون لها ذلك عبر عملائها في الدعم السريع. وأضاف الأستاذ أبو خليل: لقد كان واضحاً منذ الإعلان عن منبر جنيف أن أمريكا لا تريد إنهاء الحرب في السودان، وقد أكد ذلك تصريح مبعوث الأمم المتحدة رمطان لعمامرة في اجتماع مجلس الأمن في 29/7/2024 حول اجتماع جنيف الذي دعت أمريكا لعقده في 14/8/2024، واصفا مناقشات جنيف بأنها خطوة أولية مشجعة في عملية أطول وأكثر تعقيدا، وهو بذلك يعلن أن اجتماع جنيف لن يتوصل إلى حل وإنما هو للثرثرة على ضفاف نهر الرون بجنيف! وها هو الواقع يؤكد أن أمريكا ما كانت تريد من جنيف حلاً للصراع في السودان فانتهت مباحثات جنيف بنتيجة؛ تمخض جبل جنيف فولد فأرا ميتاً! وختم الناطق بيانه بالقول: إن على المخلصين في الجيش والشعب أن يتحركوا لإسقاط مؤامرات الدول الاستعمارية أمريكا وبريطانيا في بلادنا، والتخلص من العملاء أس البلاء، وإعطاء النصرة لحزب التحرير لإقامة الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة، التي ستقطع دابر الكافرين المستعمرين وتعيد للأمة عزتها وكرامتها وقوتها وخيريتها، فتكون كما أراد لها الله سبحانه؛ خير أمة أخرجت للناس.
رأيك في الموضوع