دعا زعيمٌ كبيرٌ في حركة طالبان المجتمعَ الدوليَّ للاعتراف بها بوصفها الحكومة الأفغانية الرسمية، وقال وزير داخلية طالبان سراج الدين حقاني خلال كلمة أمام حشد في إقليم خوست: "من الجيد للمجتمع الدولي إقامة علاقات دبلوماسية مع أفغانستان، هم يحتاجون لنا ونحن نحتاج إليهم"، وقال: "غداً إذا ما احتاجوا إلي بشأن مسألة، فإلى أيّ مبادئ وصيغ سيستندون في الحديث معي؟!". تعقيبا على ذلك قال الأستاذ بلال المهاجر في تعليق كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير: أما بالنسبة للاعتراف السياسيّ بكيان طالبان من طرف المجتمع الدولي، فهو يعتمد على مدى انصياع طالبان لمصالح الدول الاستعمارية في العالم وعلى رأسها أمريكا، وما لم تسع الحركة وتُقدّم ضمانات واستعدادات تطمئن من خلالها المجتمعَ الدولي بأنها على استعدادٍ تامٍّ لخدمة مصالحه لا تحيد عن ذلك قيد أنملة؛ فإنه لن يعترف بها، أي أنه يجب على الحركة أن تتبنّى الرأسمالية العلمانية الغربية قلباً وقالباً، وأن تنبذ الإسلام شكلا ومضمونا؛ تخفّف الثياب وتحلق اللحى... إلى حدّ تلحق فيه بركب عملاء باقي الدول القائمة في البلاد الإسلامية، في عدم الحكم بما أنزل الله، وفي محاربتهم للإسلام والمسلمين، وقيامهم بشنّ الحروب بالنيابة أو الوكالة عن أمريكا، كما قامت بذلك الحكومات المتعاقبة في باكستان.
وتابع الأستاذ المهاجر: كان يجب على الحركة التوجه إلى الأمة ابتداء من أفغانستان وباكستان، فتوحّد الإخوة في البلدين الشقيقين وتقيمها دولة إسلامية تحكم بكتاب الله وسنة نبيه ﷺ، وحينها لن تحتاج الحركة ومعها أمة المليارين لاعتراف المجتمع الصليبي الدولي، بل سيسعى هو لنيل رضاها عنه راغماً قبل أن تُدكّ حصونهم وتسقط عروشهم ويبلغ هذا الأمر مقامهم، فهلا تداركت طالبان ما فاتها وسلّمت السلطة لحزب التحرير الذي أعدّ العدة لإقامة دولة الخلافة على منهاج النبوة، فإنه كُفء للتعامل مع نفاق المجتمع الصليبي الدولي وتلوّنه وخداعه؟!
رأيك في الموضوع