(الأناضول، الجمعة، 26 محرم 1433هـ، 3/9/2021م) أدى عشرات اللبنانيين صلاة الجمعة، في باحة محطة للمحروقات بمدينة صيدا جنوبي البلاد، احتجاجا على انقطاع الوقود.
ومنذ أشهر يعاني لبنان شحا في الوقود، ما تسبب بإقفال بعض المحطات أبوابها، فيما يشهد البعض الآخر ازدحاما كبيرا يتخلله في كثير من الأحيان وقوع شجارات.
وتعد أزمة الوقود إحدى أبرز انعكاسات الأزمة الاقتصادية التي تعصف بالبلاد منذ أواخر 2019، حيث تسببت بانهيار مالي، وعدم وفرة النقد الأجنبي الكافي لاستيراد الوقود من الخارج.
الراية: إنَّ لبنان من الناحية الاقتصادية يعيش أزمةً حقيقيةً؛ أولاً على صعيد فساد المنظومة المتبعة في النظام والمعالجات أساساً والتي أسفرت عن إغراق البلد في ديون تصل إلى قرابة 100 مليار دولار؛ وثانياً فاسدون يقودون دفة نظام فاسد يسيرونه لملء جيوبهم وبطونهم حتى لو عانى الناس البؤس والجوع والذل، لأن هؤلاء ليسوا من صنف الناس، بل يصح فيهم وصف «قُلُوبُهُمْ قُلُوبُ الشَّيَاطِينِ فِي جُثْمَانِ إِنْسٍ»، والمحصلة هي أن هذه الأزمات هي سياسةٌ ممنهجةٌ مدروسةٌ توصل الناس إلى ما يريد هؤلاء وأسيادهم! وهو التسليم لهم بالأمر الواقع وبواقعهم.
وأما السبيل إلى الخروج من هذه الأزمات فهو العمل بكل قوة لاجتثاث هذه المنظومة الفاسدة المفسدة من رأسها حتى أخمص قدميها. وعدم تضييع القوة في استئساد الناس بعضهم على بعض بل توجيه هذه القوة لتُسقط هؤلاء دون استثناء. والصبر والمصابرة فيما بين الناس، فالصبر يكون مع الشدة. والارتباط بالمخلصين من أبناء لبنان، الذين يربطون عملهم وجهدهم بعمل محيطهم في البلاد الإسلامية، من أجل إخراج لبنان وغيره من عنق الزجاجة التي وضعنا فيها هؤلاء الفاسدون العملاء المستولون على السلطة في بلادنا. وحتى يأذن الله تعالى بفرجه والذي نراه قريباً بإذن الله، يجب على أهل لبنان المحافظة على مقعدهم في صف الأمة والعاملين لنجاتها، والثبات في بلاد الشام، مع السعي لتغيير الواقع الفاسد، ودوام إعلان رفضه ونبذه.
رأيك في الموضوع