نشر موقع (الجزيرة نت، الثلاثاء، 3 ربيع الأول 1442هـ، 20/10/2020م) خبرا قال فيه: "كشفت دراسة نشرتها صحيفة تايمز (The Times) البريطانية أن شباب جيل الألفية في الدول الديمقراطية بجميع أنحاء العالم يشعر بخيبة أمل من نظام الحكم أكثر من أي جيل شاب آخر.
فقد أظهر مسح لما يقرب من 5 ملايين شخص أن الشباب في العشرينات والثلاثينات من العمر، المولودين بين عامي 1981 و1996، كان لديهم إيمان أقل بالمؤسسات الديمقراطية مما كان عليه آباؤهم أو أجدادهم في نفس المرحلة الحياتية.
ويتجلى انهيار الثقة بوضوح في "الديمقراطيات الأنجلوساكسونية" في بريطانيا والولايات المتحدة وأستراليا. ومع ذلك لوحظت توجهات مماثلة في أمريكا اللاتينية وأفريقيا جنوبي الصحراء الكبرى وجنوب أوروبا.
وقال الدكتور روبرتو فوا المؤلف الرئيسي للدراسة من مركز مستقبل الديمقراطية وجامعة كامبريدج "هذا أول جيل في الذاكرة الحية بأغلبية عالمية غير راض عن الطريقة التي تعمل بها الديمقراطية، وهم في العشرينات والثلاثينات".
ومن بين 2.3 مليار شخص في البلدان التي شملها التقرير، 1.6 مليار، أو 7 من كل 10 أشخاص، يعيشون في دول يتناقص فيها الرضا الديمقراطي من جيل إلى جيل.
ويظهر التقرير تراجعا بين الشباب البريطاني، المدفوع في معظمه بعدم المساواة. وعام 1973 أفاد 54% من البريطانيين البالغين 30 عاما أنهم راضون عن الديمقراطية، وعبر 57% من المولودين في فترة طفرة المواليد عن نفس المشاعر عندما بلغوا الثلاثين بعد عقد من الزمن.
وبالنسبة لأفراد الجيل إكس، المولودين بين 1965 و1980، وصل الرضا إلى نسبة عالية بلغت 62% خلال التسعينات والألفية الثانية. وبالنسبة لجيل الألفية فقد انخفضت النسبة إلى 48%.
وقد اعتمدت الدراسة الأكثر شمولا من نوعها على بيانات من 4.8 ملايين شخص في أكثر من 160 دولة بين عامي 1973 و2020. ووجدت أن جيل الألفية وأفراد الجيل إكس أقل رضا عن الديمقراطية مع تقدمهم في العمر.
وأفاد تقرير الدراسة أن بعض البلدان التي انتخبت قادة شعبويين شهدت نهوضا. وفي المتوسط يشير أولئك الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و34 عاما إلى زيادة قدرها 16 نقطة مئوية بالرضا عن الديمقراطية خلال الفترة الأولى في منصب زعيم شعبوي. وحيثما هزم السياسيون المعتدلون أو نجحوا بفارق ضئيل على منافس شعبوي، لم يجد الباحثون زيادة مماثلة.
واختتم الدكتور فوا بالقول "انتشار المواقف الاستقطابية بين جيل الألفية قد يعني أن الديمقراطيات المتقدمة تظل أرضا خصبة للسياسات الشعبوية"."
الراية: تُظهر هذه الدراسة أن فئات وشرائح واسعة جدا من الشعوب الغربية قد سئمت من الأنظمة التي تحكمها، بل وفقدت الثقة بها، وباتت تدرك أن تلك الأنظمة وباسم الديمقراطية قد سخرتهم لخدمة حفنة جشعة من أقطاب الرأسمالية. وأصبحت تلك الفئات والشرائح الواسعة من الشعوب الغربية ترى حقيقة الديمقراطية ووجهها البشع، وترى تتابع الأزمات التي تضرب العالم في ظل المبدأ الرأسمالي الباطل والديمقراطية الفاسدة، من أزمات اقتصادية وفكرية وصحية واجتماعية وسياسية...الخ، وأخذت تتساءل عن البديل، وهذا يوجب على الأمة الإسلامية أن تبرز وتجسد البديل الحضاري في ظل الخلافة الراشدة على منهاج النبوة لتنقذ نفسها والبشرية جمعاء من الديمقراطية وجرائمها.
رأيك في الموضوع