نشر موقع (روسيا اليوم، الأربعاء، 15 ذو الحجة 1441هـ، 05/08/2020م) خبرا جاء فيه: "قال خبير المجلس الروسي للشؤون الدولية، كيريل سيمونوف، لـ"كوميرسانت": "من شأن أي عملية عسكرية غير منسقة مع أنقرة، في التصدي للواقع الجديد في إدلب، أن تنطوي على مخاطر أكبر بكثير مما كانت عليه قبل الانتشار العسكري التركي في المنطقة. ولذلك، فإن نقل تعزيزات الجيش السوري والضربات الجوية الروسية على إدلب، لا يمكن اعتبارها حتى الآن سوى إشارة إلى تركيا لبذل كل ما في وسعها لتنفيذ اتفاق إنشاء منطقة أمنية".
وبحسب سيمونوف، فمع أخذ الصعوبات التي تواجهها الدوريات الروسية التركية على الطريق السريع M4 في الاعتبار، فإن إنشاء شريط آمن، سوف يقطع حتماً الأراضي التي تسيطر عليها هيئة تحرير الشام والمعارضة، ولا يمكن إنجازه إلا باستخدام القوة. إنما نتيجة العملية العسكرية قد تغدو غير سارة لدمشق. "فلقد أظهرت تجربة العملية العسكرية السابقة في هذه المنطقة أن ميزان القوى يمكن أن يتغير بشكل جذري حتى عند المشاركة المحدودة للجيش التركي في دعم المعارضة. ومن المرجح أن تركيا رفضت تسليم المناطق الواقعة جنوبي M4 لقوات النظام، لأنها ترغب في استخدامها لضمان تعزيز مواقعها شرقي الفرات في المستقبل، وربما للمساومة مع روسيا بشأن ليبيا"."
الراية: تتواتر يوما بعد يوم الأدلة والبراهين القطعية التي تؤكد للقاصي والداني مدى التوافق والتعاون الكامل بين تركيا أردوغان وروسيا لتنفيذ أوامر أمريكا كي يصلوا إلى مرحلة خنق ثورة الأمة في الشام والقضاء عليها عبر تطبيق الحل السياسي الأمريكي، والحفاظ على النظام السوري عميل أمريكا.
ولولا هذا التنسيق الكامل بين تركيا أردوغان وروسيا الحاقدة لما استطاعت قوات النظام السوري المجرم المتهالك وقوات روسيا التقدم مترا واحدا في الأراضي المحررة رغم كثرة عدتهم وعتادهم، وحتى لو حاولوا دون هذا التنسيق والتعاون مع تركيا لكلفهم كما يقولون الثمن الباهظ، وهذا أصبح واضحا للعيان ولا يحتاج لكثير شرح وبيان.
نعم لقد نجحت أمريكا الصليبية فعلا في إعادة أكثر من ثلاثة أرباع المحرر لقبضة النظام السوري من جديد. وهذا ما كان ليحدث لولا مصادرة قرار الثورة ممن يدعون أنهم يمثلون ثورة الشام سياسيا وعسكريا، والذين خاضوا المؤتمرات وشهدوا المؤامرات التي تحاك لهذه الثورة اليتيمة فلم تظهر منهم سوى مواقف الخزي والعار والتي تمثلت في القبول والسير بذل وخنوع في مخططات أمريكا لقضائها على هذه الثورة العظيمة ليكونوا في النهاية شهود زور في بيع التضحيات ودماء الشهداء في سوق النخاسة السياسية.
لكن على الرغم من كل هذه الجروح والآلام التي تعاني منها ثورة الشام وأهلها، فلا تزال هناك فسحة أمل كبيرة لتعود الثورة لسابق عهدها، وذلك بالعمل الجاد أولا على استعادة قرار الثورة السياسي والعسكري فترفض كل المؤتمرات والاتفاقيات الدولية وتجعلها تحت الأقدام وتزاح هذه القيادات التي ثبت فشلها وارتباطها مع الدول المتآمرة، ويتقدم المخلصون من أبناء هذه الثورة سياسيا وعسكريا ممن يحملون مشروعا صافيا نقيا عن الإسلام ونظامه وأحكامه فيقودون هذه الثورة ويكملون مسيرتها متوكلين على الله وحده دون سواه حتى إسقاط النظام المجرم في دمشق وإقامة الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة على أنقاضه وما ذلك على الله بعزيز.
رأيك في الموضوع