يجب أن لا تغيب عن أذهاننا مآسي أمتنا الإسلامية لأنّ انطباع الألم في نفوسنا سيدفعنا إلى تجديد العهد مع الله سبحانه وتعالى كلما ضعفنا أو أصابنا الوهن واليأس، إذ سيكون حاضرا في مخيلتنا دائما ذلك المشهد المهيب لإخواننا المكلومين وهم بين يدي الله عز وجل يوم القيامة يشكون تقاعسنا عن نصرتهم وخذلاننا لهم، فمن ذا الذي سينجينا حينها من غضب الله العزيز الجبار؟!
لقد أوضح الله تبارك وتعالى لنا التجارة التي ستنجينا من عذابه يومئذ في هذه الدنيا إذ قال: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَىٰ تِجَارَةٍ تُنجِيكُم مِّنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ * تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ ذَٰلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُون﴾.
فالمطلوب منا جميعا أيها المسلمون هو جهاد النفس والمجاهدة بالغالي والنفيس في سبيل دين الله تعالى حتّى ننجو، ولا مناص لنا إلا بذل أموالنا وأنفسنا في درب الحقّ والسعي جاهدين في ذلك الدرب رغم وعورته ومشقته لتتوفر فينا صفات المؤمنين الصادقين حقا الذين يستوفون شروط نصر الله والوعد بالاستخلاف والتمكين بعد الضعف والهوان. قال تعالى: ﴿وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَىٰ لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً﴾.
يجب على كل مسلم أن يستشعر أنّه فرد من أمَّة اصطفاها الله، لها تاريخ عريق يحمل أروع صفحات المجد والعزة، أمة القرآن والإسلام العظيم، أمّة لا يليق بها ما وصلت إليه من تشرذم وذل وهوان، وأنّ مفتاح النهضة ما زال بفضل الله بأيدينا، وأنّنا قادرون على إعادة هذا التاريخ المشرف ليرى رأي العين، وأننّا قادرون على وضع حدّ لمآسي المسلمين إذا قمنا قومة رجل واحد بإقامة الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة حافظة الإسلام والمسلمين والتي ستردّ كيد المعتدين إلى نحورهم بإذن الله.
رأيك في الموضوع