عوّدنا حزب التحرير أن يكون رائداً لا يكذب أهله، فهو يرسم الخطّ المستقيم بجانب الخطوط العوجاء.. ولأن للمرأة دوراً في حمل الدعوة وفي رسم هذا الخط المستقيم والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وفي الصراع الفكري والكفاح السياسي، دأب القسم النسائي في المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير على الاهتمام بشؤون المرأة المسلمة في كل مكان، ومن ضمن ذلك حملات ومؤتمرات عالمية تناقش أمور المرأة والطفل بشكل فكري اجتماعي سياسي راقٍ؛ مثل المستقبل المشرق لدور المرأة المسلمة السياسي في ظل الدولة الإسلامية، وكيفية حمايتها من الفقر والاستغلال، ودور الشباب المسلم، والتعليم، وكذلك حملات عن سوريا والأقصى ومسلمي الروهينجا، والأخوات المعتقلات في دول مختلفة مثل روسيا وأوزبيكستان وباكستان وغيرها...
وهذه الأيام أطلق حملة عالمية جديدة بعنوان "الأسرة: التحديات والمعالجات الإسلامية"، والتي ستُختتم بمؤتمر نسائي عالمي في نهاية تشرين الأول/أكتوبر ستحضره عدد من المتحدثات من حول العالم.
إن البناء الأسري القوي والمتماسك هو أساس المجتمعات القوية والمستقرة والناجحة، فالأسرة هي الأساس في توفير الدعم الجسدي والعاطفي والمادي وفي تحقيق سعادة أفرادها وضمان الرعاية الحقيقية والتنشئة الصحيحة للأطفال، لكننا نواجه اليوم أزمة تؤثر على انسجام ووحدة الحياة الزوجية والأسرية في المجتمعات حول العالم، بما فيها تلك الموجودة في البلاد الإسلامية. لذلك فإن هذه الحملة تسعى إلى كشف الأسباب التي أدّت إلى استفحال هذه الأزمة وستعرض الحلول النّاجعة للمشاكل التي تواجهها الأسرة اليوم.
وتهدف الحملة والمؤتمر العالمي إلى تسليط الضوء على مخاطر تغيير شكل البنية الأسرية في العالم اليوم. وستقوم الحملة المقسمة إلى ثلاث مراحل بالتعريف عن العوامل الأساسية التي تسبب الأذى لمؤسسة الزواج ولانسجام الحياة الأسرية بما فيها دور الإعلام والحكومات في تأجيج هذه الأزمة. وستفضح الأجندة المحلية والعالمية لعلمنة الأسرة الإسلامية والقوانين الاجتماعية لإبعاد المسلمين أكثر عن دينهم. وبشكل حاسم ستقوم بعرض النظام الاجتماعي الإسلامي وتوضح كيف أن رؤيته الفريدة لتنظيم العلاقات بين الجنسين - إضافة إلى أسسه وقيمه وأحكامه السليمة والتي تتضمن تعريفاً واضحاً للأدوار ولحقوق الرجال والنساء في الحياة الأسرية - يمكنها حماية الزواج وتوفير الهدوء والانسجام في الحياة الزوجية، وإعطاء الأمومة حقها بالمكانة الرفيعة التي تستحقها، وتأسيس والحفاظ على وحدة الأسرة وقوتها. كما أن هذه الحملة والمؤتمر سيوضحان الدور الأساسي للحكم الإسلامي في ظل دولة الخلافة على منهاج النبوة القائمة قريبا بإذن الله، في بناء ونشر وحماية الوحدة الزوجية والأسرية القوية لبيان كيف أن الإسلام هو بالفعل حصن الأسرة.
فمثلما تكون الأسرة مصدرا للسّعادة والحبّ والأمن والرّاحة، فإنّها قد تكون أيضا من أكبر مصادر القلق والألم والبؤس. وهذه الأيام فإن أنماط الحياة الفرديّة القائمة على المتعة والقيم الرأسماليّة المادّيّة والمفاهيم النّسويّة مثل المساواة بين الجنسين، والتي انتشرت عبر وسائل عديدة كصناعة التّرفيه وأنظمة التّعليم، ووسائل التّواصل الإلكتروني والمنظّمات النّسويّة، بالإضافة إلى الحرّيّات الجنسية الليبراليّة المدمرة، أدت إلى زيجات وحياة أسرية غير سعيدة بل مفككة ومختلة في اضطراب عاطفي هائل لجميع الأفراد فيها قد تصل إلى حدوث آثار مدمّرة على الأطفال والمجتمع...
وتتعرض الحملة بالتفصيل لمواضيع مهمة مثل أهمية الزواج، تربية الأطفال، الزواج المبكر، تأخر سن الزواج وانخفاض معدلاته، الطلاق، تغيير وعلمنة قوانين الأسرة، العنف الأسري، العنوسة، تأثير مواقع التواصل على دمار الأسرة... إلى غير ذلك من مواضيع تمس الأسرة واستقرارها وهناءها...
نعم.. إن نسيج الأسرة يتمزّق وإن بنيتها تتفكك!! وعلينا تدارك الأمر ومعالجته... فتابعونا في هذه الحملة المهمة وادعموها للمساعدة في إنقاذ الأسرة وحمايتها من الدمار!
بقلم: الأستاذة مسلمة الشامي (أم صهيب)
رأيك في الموضوع