الاستاذ شريف زايد :
رئيس المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية مصر
لو أن ما حدث في مصر في الأيام الأخيرة من اغتيال للنائب العام هشام بركات، ومهاجمة خمسة مواقع عسكرية للجيش في سيناء وقتل أكثر من 70 عسكريا، لو أن ذلك حدث في أي بلد في العالم يحترم نفسه لاستقالت الحكومة بكاملها أو لأُقيل وزيرا الداخلية والدفاع، أو على الأقل لانبرت أقلام في الصحافة المكتوبة ولشُحذت ألسنة في محطات التلفزة تطالب بمحاسبة المسئولين عن ذلك التقصير الأمني خاصة وأن النظام الحالي ما فتئ يردد أن أولويته القصوى هي "الحرب على الإرهاب"، بل وادعى في أكثر من مناسبة أنه قضى على أكثر من 90 بالمائة من الإرهاب، بل قال أكثر من مرة أن سيناء أصبحت خالية من الإرهاب. لكن أيّاً من هذا لم يحدث فلا الحكومة استقالت ولا استقال وزير الدفاع المحصن لثماني سنوات، ولا حس ولا خبر عن وزير الداخلية رجل أمن الدولة الذي
قام الرئيس المصري عبد الفتاح السيسى خلال العام الأول من حكمه بأكثر من 20 زيارة خارجية شملت دولا عربية وأفريقية وأوروبية. ولقد برز في أغلب تلك الجولات تركيز السيسي على تمرير رسالة مهمة للغرب مفادها إنني أنا رجلكم في محاربة الإرهاب، ذلك المصطلح المبهم الذي بدأت تتضح معالمه بأنه يعني الحرب على الإسلام ومنع الأمة من إيصال مشروعها السياسي إلى الحكم والممثل في دولة الخلافة على منهاج النبوة،
من مخرجات القمة العربية الـ26 التي استضافتها مصر في شرم الشيخ خلال الفترة من 28 – 29 آذار/مارس 2015م برز مسعى لتشكيل قوة عسكرية عربية مشتركة، وهو المقترح الذي تبنى الدعوة له الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بغية "التصدي للإرهاب" الذي يكاد أن يكون أبرز أهداف النظام المصري الحالي والمبرر الوحيد لوجوده واستمراره، استنادا إلى إطار قانوني متمثل في معاهدة الدفاع العربي المشترك والتعاون الاقتصادي التي وقعت عام 1950م، وأقرت إنشاء مجلس الدفاع المشترك للجامعة العربية بهدف تنسيق سياسة دفاعية مشتركة للجامعة، تنطلق من اعتبار أي عدوان ضد أي دولة موقعة على البروتوكول عدوانا على باقي الدول الموقعة عليه، والتي كانت تضم وقتذاك مصر وسوريا والعراق ولبنان والأردن والسعودية، بينما يستوجب تحقيق مبدأ الدفاع العربي المشترك الذي لم يلمس له أثر أبدا سوى على الورق، يستوجب اتفاق كافة الدول العربية على ذلك
أن يستجيب مجمع البحوث الإسلامية للدعوة التي أطلقها السيسي لتجديد الخطاب الديني فهذه ليست حقيقة المشكلة، فما كان لمؤسسة تابعة تتلقى الأوامر من النظام الحاكم أن تتجاهل دعوة ولي النعم أو ترى فيها دعوة حريّاً بها أن تُتَجاهل لأنها تصب في صالح أعداء الأمة، والقصد من ورائها خبيث، ولكن المشكلة والطامة الكبرى أن يتم التلاعب بدين رب العالمين وتحريف الكلم عن مواضعه، وتفريغ الإسلام من مضمونه، فلا جهاد فيه، ولا نظام حكم، وإن كانت الحاكمية تعني أن الحاكم والمشرع هو الله؛ فلا مانع من التحاكم للقوانين الوضعية حسب ما قرر هؤلاء، ولا جزية ولا ذمة. لقد قرر هؤلاء أن هناك ديناً جديداً يجب أن نتبعه غير دين الله الذي أنزل على محمد r
روى البخاري ومسلم من حديث طارق بن شهاب، عن عُمر بن الخطَّاب رضي الله عنْه أنَّ رجلاً من اليهود قال له: يا أميرَ المؤمنين، آيةٌ في كتابِكم تقرؤونَها، لو علينا - معشرَ اليهود - نزلت لاتَّخذنا ذلك اليوم عيدًا، قال: أيّ آية؟ قال: ﴿الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلامَ دِينًا﴾، قال عمر: "قد عرفْنا ذلك اليوم، والمكان الَّذي نزلت فيه على النَّبيّr وهو قائمٌ بعرفة يوم جمعة"...
استمعت منذ أيام لمقطع فيديو قصير لحوار دار بين وزير الأوقاف المصري الدكتور محمد مختار جمعة ووزير الخارجية العراقي إبراهيم الجعفري، يقرر في بدايته وزير الأوقاف أنه لا بد من إبعاد الدين عن السياسة، ليرد عليه وزير الخارجية العراقي قائلا إن هذا القول خطأ محض ومناف لحقيقة الدين الإسلامي
هي المرة الأولى التي تصبح حصة مصر من المياه، والبالغة 55 مليار متر مكعب مهددة، في الوقت الذي تعاني فيه البلادبالفعل من نقص حاد في المياه. كانت إثيوبيا قد أعلنت أنها ستشرع في بناء سد بارتفاع 92 متراً ويخزن خلفه 14 مليار متر مكعب من المياه، لكن فجأة وبدون مقدمات تغير كل شيء واتضح أن ارتفاع السد أكثر من ارتفاعه المعلن حتى الآن 145 مترًا، ويحتجز خلفه في معين بحيرته 74 مليار متر مكعب من المياه
قالت شركة "إعمار" في بيان لها أنها ليست طرفاً في عملية تطوير مشروع العاصمة الجديدة في مصر.وأضافت أن الشركة التي ستتولى المشروع هي شركة كابيتال سيتي برتنرز، وأنها لا توجد لديها أي علاقة مع هذه الشركة، لتنفي بذلك تقارير إعلامية مصرية وإماراتية أفادت بمشاركتها في تنفيذ المشروع.ومن المتوقع أن يستغرق مشروع العاصمة الجديدة في مصر 7 سنوات تبلغ تكلفة المرحلة الأولى منه 45 مليار دولار
قبل أيام من انعقاد المؤتمر الاقتصادي في شرم الشيخ وتحديدا يوم الاثنين 9/3 أكد السيسيفي حوار لشبكة "فوكس نيوز" الأمريكية أن مصر لن تنسى للولايات المتحدة الدعم والمساعدات التي قدمتها على مدى أكثر من 30 عاماً، مطالبا بقدر أكبر من التعاون في المجال العسكري لتعزيز القدرات المصرية من أجل مكافحة الإرهاب
وأخيراً وصلت التفجيرات، لا بل وصل الإرهاب المحتمل - على حد تعبير السيسي الذي تنبأ بوقوعه قبل أكثر من سنة - إلى قلب القاهرة، بعد أن كان مرتعه في سيناء شرقا وعلى الحدود الليبية غرباً، وبعد أن كان يجرى ضد المصريين على يد تنظيم الدولة فيحصد أرواح المصريين خارج البلاد دون تمييز بين قبطي مؤيد لنظام السيسي وبين مسلم رافض له، هذه حقيقة نحتاج أن نقاربها ونتفحصها ثم نسلط الضوء على أسبابها ومآلاتها، فمن يا ترى يقف وراء هذا الإرهاب المزعوم؟! ومن له مصلحة فيه؟! وما الذي يريده من هذه التفجيرات؟!
وأخيراً وصلت التفجيرات، لا بل وصل الإرهاب المحتمل - على حد تعبير السيسي الذي تنبأ بوقوعه قبل أكثر من سنة - إلى قلب القاهرة، بعد أن كان مرتعه في سيناء شرقا وعلى الحدود الليبية غرباً، وبعد أن كان يجرى ضد المصريين على يد تنظيم الدولة فيحصد أرواح المصريين خارج البلاد دون تمييز بين قبطي مؤيد لنظام السيسي وبين مسلم رافض له، هذه حقيقة نحتاج أن نقاربها ونتفحصها ثم نسلط الضوء على أسبابها ومآلاتها، فمن يا ترى يقف وراء هذا الإرهاب المزعوم؟! ومن له مصلحة فيه؟! وما الذي يريده من هذه التفجيرات؟!
وللإجابة على هذه الأسئلة لا بد أن نستعيد الذاكرة قليلاً لنقول: إن أول من أعلن الحرب على "الإرهاب" في العالم هي أمريكا، وحشدت وراءها أغلب دول العالم، إثر أحداث أيلول/سبتمبر 2001، وكلنا يعلم أن مسرح هذه الحرب دار وما زال يدور في العالم الإسلامي، ثم شاءت الأقدار أن تهب رياح التغيير في عالمنا العربي، فتساقطت على إثرها عروش بعض دولنا الكرتونية، وجاءت هذه الرياح على غير ما تشتهي إرادة البيت الأبيض، فكان نصيب مصر التابع الأكبر لأمريكا في المنطقة أن أُسقِط رأس نظامها "مبارك" وبقي النظام كما هو ممثلاً بالمجلس العسكري "أمريكي الصنع"، ولأهمية مصر في المنطقة وما ستقوم به من أدوارٍ لاحقاً سعت أمريكا إلى استقرار مصر لكي لا تفلت الأمور من أيديهم كما حصل في كانون الثاني/يناير 2011، ومن أجل ذلك سارت بمصر في ثلاثة خطوط متوازية على أن تعمل كل هذه الخطوط مع بعضها في آن واحد دون توقف، طبعا بأيدي أزلامها:
الخط الأول: يتمثل في القيام بأعمال سياسية وأمنية في غاية الخبث لتأديب هذا الشعب الثائر طلباً لحريته، فكم من جرائم ارتُكبت ودماء سُفكت في عهد المجلس العسكري وكان الفاعل على الدوام يسمى "بالطرف الثالث" الذي لم يُعرف بعد، حتى أصبحت نكتة!
أما الخط الثاني: فكان العمل على المحافظة على استقرار مصر في كل الأحوال، كي لا تنفلت الأمور ثانية، وتجلّى ذلك بعمل انتخابات برلمانية لامتصاص غضب الشارع أفرزت أغلبية إسلامية، وانتخابات رئاسية أفرزت رئيساً محسوبا على أكبر تيار إسلامي في البلاد.
وأما الخط الثالث: فتمثل في شن حملات إعلامية شرسة على التيار الإسلامي وشيطنته، منذ اللحظة التي أطيح فيها برأس النظام "مبارك" واستمر، لا بل واشتد شراسة بعد وصول الإخوان إلى الحكم، إلى أن تمكن النظام بقيادة الجيش والقضاء من حل مجلس الشعب أولا والانقلاب على ما عرف بنظام الإخوان، على يد عبد الفتاح السيسي وزير الدفاع في نظام مرسي، والذي طلب صراحة من الشعب المصري أن ينزل إلى ميدان التحرير ليعطيه تفويضا لمواجهة الإرهاب المحتمل، ... وهكذا كان، بغض النظر عن حجم المانحين لهذا التفويض، وكان أول إرهاب يواجهه هو مجزرة رابعة وغيرها، فأصبح هو يدير الجريمة المنظمة، والقضاء يلفّق التهم، والإعلام يروّج لها.
ومنذ تلك اللحظة لم يهدأ الشارع المصري، ولم تجف الدماء في مصر، وبدأت الإعلانات تصدر تباعاً عن حوادث إرهابية هنا وهناك، والفاعل هذه المرة هو الجماعة المحظورة، فاختفى الطرف الثالث، وهذا ما أرادته أمريكا عن طريق أزلامها في المجلس العسكري وعلى رأسهم السيسي، الذي جيء به ليصبح رئيساً لمصر هذه المرة، صاحب نبوءة الإرهاب المحتمل، وفجأة اشتعلت سيناء بالإرهاب المحتمل وأصبحت الحدود المصرية الليبية غير آمنة.
وفجأة يعلن البغدادي قيام دولة الخلافة الإسلامية ويطلب من الجماعات الإسلامية والمسلمين مبايعته، ثم يتبع ذلك بتوجيهاته إلى أفراد جماعته في سيناء وفي ليبيا حيث يتمركز الـ"خليفة حفتر" وفجأة يظهر التنسيق بين السيسي وحفتر، ثم يتشكل التحالف ليضرب تنظيم الدولة، ويسقط الطيار الأردني الكساسبة في يد التنظيم فيضرم به النار، فتثور ثائرة الأردنيين وينجح النظام الأردني باستغلال الحادثة أبشع استغلال لتوجيه بنادق وصواريخ الجيش الأردني، إلى سوريا في دعم شعبي غير مسبوق، وتستهوي هذه المسرحية أمريكا لتلعبها ثانية مع مصر في ليبيا بعد إعلان التنظيم عن قتله 21 مصريا، وفي ظرف 24 ساعة كانت طائرات الجيش المصري تدك معاقل التنظيم في درنة، بعد أن أعلن السيسي أن مصر ستثأر لأبنائها، ثم فجأة تكتشف الشعوب العربية كلها أن ما جرى ويجري ما هو إلا أفلام ومسرحيات وأن هؤلاء ومعهم تنظيم الدولة بأعماله المخالفة للشرع يوردون الأمة مورد هلاك لا محالة، فتظهر الحاجة ثانية إلى تفجيرات أكثر قرباً من عمق مصر، فيصار إلى تفجيرات هنا وهناك في القاهرة، ليشعر الناس بالخطر فيلتفوا حول الجيش، ليسرح بأبنائهم ويمرح قتلاً وتقتيلاً، وكل هذا خدمة لسيد البيت الأبيض للقضاء على شباب أمتنا الثائر في كل مكان وخوفا من أن ينجح هذا الشباب في تأسيس دولة يلتف حولها المسلمون، ولا تقوى معها أمريكا إلا على الاستسلام.
إذاً فهم الذين يصنعون هذا الإرهاب المزعوم وهم الذين يصنعون التفجيرات، وهم الذين يصنعون لنا الأعداء، فهم المجرمون وهم أداة الجريمة وهم القاضي المحقق فيها، هم المنتجون والمخرجون والمسوّقون والبائعون المتجولون في جنبات أمتنا، وبضاعتهم سفك الدماء بلا ذنب قبّحهم الله أنى يؤفكون.
ومصلحتهم في ذلك أن يعيدونا للخوف، ليبيعونا أماناً موهوماً لا يتحقق لنا إلا بالخضوع لهم ولأسيادهم أذلاء، لنصدقهم فيقودونا ويقودوا أبناءنا في جيوشنا إلى حيث يريدون حيث الذلة والمهانة والميتة المخزية، فتستقر لهم الحال ويقوموا بدورهم المرسوم لهم حماية مصالح المستعمر الكافر والحفاظ على أمن كيان يهود.
أما ماذا يريدوا من هذه المسرحيات الدموية ومن تفجيرات القاهرة فهو بلا شك أنهم يعلمون أن الشعب المصري لم يعد تنطلي عليه ألاعيبهم وأحابيلهم، فأرادوا أن يقربوا له الموت أكثر في القاهرة؛ يفجّرون فيها فيوقعوا القتلى والمصابين ويكرسوا الخوف والذعر عند الناس، لترويضهم وإخضاعهم لكل حماقاتهم، ولكن الأمل معقودٌ وبشكل كبير على الشعب المصري الذي سيبطل مفعول كل هذه المزاعم بوعيه ونضجه رغم كثرة الأبواق التي تشوش، وإن من يعيش في مصر الآن ليستطيع أن يلحظ كم أصبح السيسي ونظامة محل تندّر عند الشعب المصري، وأضحوكة في نظره، فهو لا يراه إلا نظاماً مهزوزاً مهزوماً يلفظ أنفاسه، ولولا مساندة أمريكا له لكان في "خبر كان" منذ أمدٍ بعيد، أما القاهرة فلسان حالها يردد: أنا القاهرة التي لا تقهرني التفجيرات والمؤامرات، ولا أخضع إلا عندما تصدح مآذني الله أكبر الله أكبر الله أكبر، فأنا عصيةٌ على المارقين والمجرمين، خافضةٌ أجنحتي للرجال المؤمنين الذين صدقوا الله ما عاهدوه عليه ولم يبدلوا تبديلا، فأين أنتم أيها الأحباب أين أنتم يا صناديد الإسلام؟ أما آن أن يسوَدَّ نهارُ البيت الأبيض قبل ليله؟ أما آن لراية الإسلام أن ترفرف في سماء القاهرة؟ أما آن لكم أن تنتفضوا لله وبالله؟ فأنا وأنتم ليس لنا إلا الله، هبوا أيها الرجال لنصرة دينكم وأمتكم، فإما حياة تسر الصديق وإما ممات يكيد العدا.
للاطلاع على احدث ما ينشر من الاخبار والمقالات، اشترك في خدمة موقع جريدة الراية للبريد الالكتروني، وستصلك آخر الاخبار والمقالات بدون ازعاج بإذن الله على بريدك الالكتروني