(مترجمة)
في 3 نيسان/إبريل تحدثت وسائل الإعلام عن العمل الإرهابي في مترو بطرسبيرغ، وبعدها صار الصحفيون بدافع من الأجهزة الأمنية يبحثون عن "أثر الإسلام" في هذه الجريمة. وبالرغم من عدم وجود أي حقيقة تدل على ربط الإسلام بهذا العمل الإرهابي، إلا أن هذه الفرضية هي التي انتشرت عبر وسائل الإعلام بأن وراءه المجندون الإسلاميون. وبين السطور جاءت وسائل الإعلام على ذكر حزب التحرير جنبا إلى جنب مع تنظيم الدولة الإسلامية وجماعات أخرى وضعت على لائحة المنظمات الإرهابية في روسيا.
وكالة ريا طلبت من المستشرق المعروف أليكسي مالاشينكو التعليق وسألته عن إمكانية وقوف حزب التحرير المحظور في روسيا وراء التفجير فأجاب بقوله: "فرضية وقوف حزب التحرير أرفضها مباشرة، لأن برنامجهم ينص على رفض الإرهاب". وأضاف بأنه لا يوجد دليل على وقوف أعضاء حزب التحرير وراء أي عمل إرهابي.
هناك محاولة،كانت ولا تزال مستمرة، لتشويه سمعة حزب التحرير، ويمكن الوقوف عندها بتفصيل. وكالة الأنباء "السياسة اليوم" نشرت تعليق الأستاذ السياسي ديمتري يفستايف حول أحداث بطرسبيرغ محاولاً بشتى الطرق تبرير جرائم روسيا في الشرق الأوسط، وقال: "يوجد في روسيا كم كافٍ من الحركات الإرهابية المحلية والتي تعرف خصوصية الجهاد الإسلامي المحلي. يكفي النظر إلى تاريخ حزب التحرير، يكفي البحث عبر أدوات البحث عن التطرف الإسلامي لتحصلوا على كل المعلومات". وهكذا فإنه يتعمد التركيز على حزب التحرير منوهاً لإمكانية وقوف الحزب وراء مثل هكذا جرائم. ولا بد من لفت النظر إلى أن تاريخ حزب التحرير بالذات يدحض كلام هذا الكاذب والوكالة التي نشرته سواء بسواء.
مع نهاية آذار/مارس نشرت مجلة (ر.ب.ك) ملخصاً لتحقيقها الضخم حول ما يسمى بـ"مصنع الترام" وهو جهاز سري يعمل لصالح الكرملين في الوسط الإعلامي. والذي صار مصنعا للإعلام يضم العديد من البوابات، ومنها موقع وكالة الأنباء "السياسة اليوم". ومن تحقيق مجلة (ر.ب.ك) يعرف بأن كل المواقع التي تدخل ضمن "المصنع الإعلامي" تعمل على نشر مصالح الكرملين وأنها موجودة بسبب دعمه.
وهكذا، فإن ذكر حزب التحرير بين سطور الحديث عن تفجير المترو في بطرسبيرغ ما هو إلا لأن روسيا أدرجت اسم الحزب بدون دليل على قائمة المنظمات الإرهابية. ومن أجل تبرير اضطهاد أعضاء حزب التحرير يتم اتهامه كذبا بممارسة نشاطات إرهابية، فتلجأ الحكومة إلى خدمات "مصنعها" وخصوصا وكالة "السياسة اليوم" التي تقوم بنشر الأكاذيب من أجل ترويض الرأي العام. إلا أن الحكومة بهذا العمل تكشف سياسة العداء للإسلام التي تتبعها، وما كشف المعتقلين السياسيين في روسيا، والذي نال أعضاء حزب التحرير حصة الأسد فيه، إلا دليل واضح على ما ذكرنا.
رأيك في الموضوع