يُصادف الخامس عشر من آب/أغسطس الذكرى الثالثة لسقوط النظام الجمهوري في أفغانستان ودخول المجاهدين إلى كابول. وإزاء ذلك قال بيان صحفي أصدره المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية أفغانستان: يُعتبر هذا اليوم يوماً تاريخياً ومباركاً، ليس فقط بسبب هزيمة الاحتلال ولكن أيضاً بسبب سقوط النظام الجمهوري. لقد قدّم هذا اليوم فرصة لأفغانستان، بالوحدة مع آسيا الوسطى وباكستان، للتحول إلى دولة خلافة قوية. ولكن، للأسف، على مدى السنوات الثلاث الماضية، حاولت القوى الغربية والحكام الإقليميون الخونة والعناصر غير المرغوب فيها تحويل النظام الحاكم عن هذا الهدف.
وأضاف البيان أنه خلال السنوات الثلاث الماضية، لم يطبّق النظام الحالي الإسلام بشكل كامل وشامل في مجالات الحكم والاقتصاد والتعليم والمجتمع والسياسة الخارجية. وقد ظلت أفغانستان حبيسة حدودها، وعطلت الجهاد، وفشلت في الدفاع عن المظلومين في تركستان الشرقية وآسيا الوسطى وفلسطين وغيرها من البلاد، وسعت عملياً إلى الاندماج في النظام العالمي، الذي هو علماني في الأساس. وفي هذه السنوات الثلاث، لم يدخل الناس في الإسلام أفواجا، بل فرّ الملايين من بلادنا إلى الغرب! ألم يكن المجاهدون هم الذين هزموا الناتو مثل جيوش الأحزاب؟ ولكننا اليوم نرى أنّ الخوف من المجاهدين يتضاءل في قلوب الأعداء يوماً بعد يوم، وهذا نتيجة ممارسة سياسات غير إسلامية... إننا نُدرك أنّ بين المجاهدين قادةً مخلصين يهتمون بالإسلام اهتماماً حقيقياً، ولا نشكّ في صدق نواياهم. ولكن عدم تطبيق الإسلام وحمله يؤدي إلى فساد قلوب حتى أصدق الناس على المدى البعيد، وتضيع بذلك فرصة الخير والنصر. وعلى الرغم من التبريرات بأن "الاستعدادات والترتيبات لتطبيق الإسلام وحمله جارية وأنه لا ينبغي التسرع"، فإننا نعلن أن ثلاث سنوات هي مدة طويلة لإنجاز المهام الأساسية وتطبيق الإسلام وحمله على أكمل وجه.
وقال البيان: في السنوات الثلاث الأولى، مجّد الرسول ﷺ مفهوم الأمة، وأرسى أسس حكم الدولة، وأوضح في سياسته الخارجية أن هدف الدولة هو إظهار الدين، وأنّ الطريق إلى ذلك هو القتال والجهاد. ولهذا السبب، في غضون ثلاث سنوات، تمّ إرسال جيش الدولة الإسلامية إلى خارج حدودها في عدة غزوات ومعارك، وفي غزوة بدر في السنة الثانية من الهجرة، وعلى الرّغم من الموارد العسكرية المحدودة، هزموا مشركي قريش.
من المؤسف أنه في السنوات الثلاث الماضية، لم يتمّ توضيح المبادئ الأساسية للحكم، بل ركز بعض قادة النظام الحالي جهودهم عملياً ليس على تطبيق الإسلام وإرشاد الناس، بل على ظلمهم وإسكات حملة الدعوة والتنافس على السلطة بين صفوفهم.
وختم البيان بتذكير المجاهدين مرةً أخرى لأن الدين النصيحة؛ أن الفرصة لم تضع بعد لتحويل الهيمنة إلى نصرة إذا ما جعلنا العهد مع الله أساس الحكم واكتسبنا صفات المؤمنين الحقيقيين، وإننا نعتقد أنّ بين المجاهدين خيراً كثيراً، وأن الإخلاص والتقوى غالب عليهم، ولذلك لا بدّ من استخدام قوتهم التي هي أمانة من الله لتطبيق الإسلام وحمله، فإذا لم يطبق الإسلام فإن المجاهدين وعامة الناس سوف يفسدون ويتفرقون، فمن يتحمل يوم القيامة مسؤولية من عاش يوماً واحداً بلا خليفة وبلا تطبيق الإسلام بين يدي الله الجبار؟!
رأيك في الموضوع