عقدت أعمال القمة الثلاثية المصرية الأردنية الفلسطينية، الخميس 2/9/2021م، في مقر الرئاسة في قصر الاتحادية في العاصمة القاهرة، وأكد البيان الختامي للقمة حق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة على حدود 1967. وأكد البيان أن حل الدولتين سبيل وحيد لتحقيق السلام الشامل والعادل، وأكد القادة الثلاثة رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، ورئيس مصر عبد الفتاح السيسي، وملك الأردن عبد الله الثاني، رفضهم لإجراءات كيان يهود غير الشرعية التي تقوض حل الدولتين، واستمرار بناء المستوطنات وتوسعتها في الضفة الغربية المحتلة بما فيها شرقي القدس، والاستيلاء على الأراضي وهدم المنازل وتهجير الفلسطينيين من بيوتهم.
عندما يجتمع المتآمرون تضيع القضية، هذا هو واقع قمة العملاء التي تتبنى رؤية أمريكا؛ فهم لا يبحثون حلها ولا حماية أهلها بل يعملون على تمكين يهود منها وتثبيت كيانهم على أرضها بقرارات دولية، ولعل بحثهم هنا ليزيحوا عن عاتقه ما توجبه عليه الأعراف الدولية من رعاية لأهل البلاد المحتلة، حتى يتحملها باقي العملاء بما ينهبون من ثروات الأمة.
فلسطين مثلها مثل كل بلاد الإسلام التي فتحها المسلمون بسيوفهم ودمائهم، فأرضها خراجية مملوكة لكل الأمة وليست لأهل فلسطين وحدهم، والدفاع عنها والعمل على تحريرها واجب على كل الأمة وليس على أهل فلسطين وحدهم، وخاصة دول الطوق التي تعقد قمة التنازل عن أرض فلسطين لكيان يهود برعاية أمريكا، فقضية فلسطين حقا قضية مركزية ومهمة جدا بالنسبة للأمة كما أشار الرئيس المصري والملك الأردني إلا أنها ليست لتلميع العملاء، ولا يجوز التهاون فيها ولا التفريط في شبر من أرضها على طاولة المفاوضات الاستسلامية ولا تخضع في طريق حلها للأمم المتحدة ولا لقراراتها ولا لقوانين الغرب الدولية، بل تحكمها وتحكم كيفية حلها أحكام الإسلام التي حرمت التنازل عن أي جزء منها، وتوجب تحريرها كاملة واقتلاع الكيان المحتل من جذوره، وهذا ما لا ولن يقبله هؤلاء العملاء. فعملهم ومؤتمراتهم وقممهم لا تبحث في القضية إلا من خلال حل واحد وهو كيفية إقناع الأمة بالتنازل عن أرض فلسطين أو جزء منها للكيان المسخ وإقناع الناس بالتطبيع والتعايش معه على أساس أنه صار أمرا واقعا يستحيل تغييره وما علينا إلا التعامل معه كما هو والتعايش مع وجوده! غير أن الأمة بعمومها ترفض هذا الكيان رفضا تاما وتعتبره بمثابة الشوكة في حلقها إما أن تلفظه أو تموت، وأمة الإسلام غير مؤهلة للموت بل هي أمة حية تبذل الغالي والنفيس في سبيل دينها، ومهما مرضت وعلاها من غبش فستبقى أمة حية تتجدد فيها الدماء وتنتظر يوم الخلاص يوم يُظلها الإسلام من جديد بدولته الخلافة الراشدة على منهاج النبوة.
إن الأمة ترفض هذا الكيان ووجوده ولا تقبل بقمم الخيانة ومؤتمراتها ولا تعترف ولا تقر بمخرجاتها التي تخطها يد العملاء، فهؤلاء منفصلون عن الأمة، لا يعبرون عنها ولا يتبنون قضاياها، بل كل حلولهم وبالٌ على الأمة وتفريط في حقوقها ورعاية لمصالح أعدائها، والأمة تدرك هذا تمام الإدراك ولولا سيف القمع المسلط على رقبتها لكان اقتلاع هذه الأنظمة وحكامها وأدواتها وفوقهم هذا الكيان المسخ أقرب من رد الطرف.
إن قضية فلسطين لا يبحثها العملاء ولا يتم السير في سبيل حلها حسب رؤية الغرب وما يتبناه من حلول، بل حلها الوحيد هو تحريك الجيوش لاقتلاع هذا الكيان المسخ الذي يستبيح مقدسات الأمة وينتهك حرماتها في رعاية وحراسة حكام بلادنا العملاء ومنهم هؤلاء المجتمعون في قمة ثلاثية استمرارا لخيانة القضية والابتعاد بالأمة عن حلها حلا جذريا شاملا بإقامة الدولة التي تحرك الجيوش لتحريرها كاملة من يهود.
إن محورية قضية فلسطين وبقاءها مشتعلة تكمن في كونها تؤجج مشاعر الأمة وتلهب حميتها وتبين العدو من الصديق والمخلص من الخائن، فكم تاجر بها المتاجرون ليخدعوا الأمة ويمتطوا ظهرها لينفذوا فيها خطط أعدائها، وكم استغلها المستغلون ليكسبوا ودها وتعاطفها رغم كونهم لا يحملون حلا حقيقيا للقضية بل ويساهمون في تمييعها، إلا أن الأمة تتخطى كل هذا، حاجزا تلو آخر حتى يلقي الغرب بآخر سهم له تجاه الأمة وتفرغ جعبته وتنفد حيله، حينها يزهق الله الباطل ويحق الحق بكلماته.
إن الحل الحقيقي والوحيد لقضية فلسطين لن يخرج من أفواه العملاء ولا بياناتهم ولن يكون من مخرجات قمم خياناتهم للأمة، بل حلها في اقتلاعهم من جذورهم فهم حقا درع هذا الكيان الذي يحميه من الأمة ويمنعها من اقتلاعه ولو بأيديها العارية، وصدق من قال إن القبة الحديدية الحقيقية التي تحمي كيان يهود هم حكام بلادنا العملاء، فهذا الكيان المسخ هو ظل هذه الأنظمة التي تحكم بلادنا فإذا زال الشيء زال ظله، فبزوال هذه الأنظمة سيزول كيان يهود فهو كيان هش لا يملك مقومات الحياة ولولا هؤلاء الحكام العملاء لأكلته الأمة في غمضة عين، وسيأتي هذا اليوم قريبا فتقتلع الأمة حكام الضرار وتقيم دولة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة، فتحرك الجيوش لتحرير كامل فلسطين واقتلاع هذا الكيان المسخ من جذوره وتحرر أقصانا من جديد وتستنجز موعود الله سبحانه وبشرى رسوله ﷺ.
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «هَذَا الأَمْرُ كَائِنٌ بَعْدِي بِالْمَدِينَةِ، ثُمَّ بِالشَّامِ، ثُمَّ بِالْجَزِيرَةِ، ثُمَّ بِالْعِرَاقِ، ثُمَّ بِالْمَدِينَةِ، ثُمَّ بِبَيْتِ الْمَقْدِسِ، فَإِذَا كَانَ بِبَيْتِ الْمَقْدِسِ فَثَمَّ عُقْرُ دَارِهَا، وَلَنْ يُخْرِجَهَا قَوْمٌ فَتَعُودَ إِلَيْهِمْ أَبَداً» اللهم اجعل هذا اليوم قريبا واجعلنا من جنوده وشهوده.
* عضو المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية مصرشش
رأيك في الموضوع