(مترجم)
أفادت وسائل الإعلام عن توقيف مختار روبو "أبو منصور" يوم الخميس 13 كانون الأول/ديسمبر 2018 في اجتماع روتيني استدعاه القائم بأعمال رئيس ولاية جنوب غرب الصومال في مدينة بايدوا في المنطقة، حيث اعتقله على الفور ضباط إثيوبيون ونقلوه إلى قاعدة للجيش الإثيوبي على مشارف المدينة قبل أن ينقلوه جواً إلى مقديشو.
مختار روبو "أبو منصور" هو نائب قائد سابق ومتحدث باسم جماعة الشباب، التي تشكلت في الأصل لمحاربة "الاحتلال الإثيوبي". وقبل انضمامه إلى حركة الشباب، في أوائل عام 2000، شارك في الجهاد المناهض للسوفيات في أفغانستان الذي كان يدافع عنه في المقام الأول كل من: السعودية وباكستان وأمريكا. فيما بعد أصبح زعيماً للحركة الإسلامية الصومالية لفترة طويلة، وساعد في إعادة تشكيل عناصر من الاتحاد الإسلامي، التي سحقها الجيش الإثيوبي في عام 1997، إلى اتحاد المحاكم الإسلامية، التي احتفظت لفترة وجيزة بالسلطة في معظم جنوب ووسط الصومال في 2006-2007، ثم تم حلها بعد غزو إثيوبي آخر.
كان مختار روبو "أبو منصور" على القائمة الأمريكية للمكافأة من أجل العدالة (RFJ) مع مكافأة قدرها 5 ملايين دولار أمريكي في 7 حزيران/يونيو 2012؛ ثم سحبت منه في 23 حزيران/يونيو 2017 بعد مناقشات بين أمريكا والحكومة الصومالية. بالإضافة إلى ذلك، في 13 آب/أغسطس 2017، تناولته الأخبار بشأن الاستسلام للقوات الصومالية فيما اعتبر على نطاق واسع انشقاقا تاريخيا. مرة أخرى، في 4 تشرين الأول/أكتوبر 2018 كان على شاشات الأخبار بفعل إعلانه للترشح في انتخابات 17 تشرين الثاني/نوفمبر 2018 التي ستعقد في الولاية الجنوبية الغربية.
يؤكد ما ورد أعلاه بوضوح أن مختار روبو ليس سوى خادم أمريكي آخر في الصومال. ولأنه مشهور ومؤثر في عشيرته، فقد شجعته الحكومة الاتحادية على إعلانه للترشح للانتخابات المقبلة من أجل تحدي شريف حسن شيخ عدن، الذي كان رئيساً لجنوب غرب الولاية آنذاك، وكان يعارض سياسات مقديشو ويسعى لولاية ثانية. ومع ذلك، في 7 تشرين الثاني/نوفمبر 2018، استقال شريف حسن شيخ عدن على عجل عندما أدرك أنه لا يمكنه النجاة من تدخل مقديشو ونفوذ روبو. كان رحيل شريف حسن بمثابة نهاية لصالح مختار روبو حيث إن العائق أمام الحكومة الفيدرالية الصومالية لم يعد قائماً. لذلك، أجلت الحكومة الاتحادية الانتخابات ثلاث مرات من 17 تشرين الثاني/نوفمبر إلى 5 كانون الأول/ديسمبر ثم 19 كانون الأول/ديسمبر 2018. وعلاوة على ذلك، دفعت اللجنة الانتخابية في الولاية الجنوبية الغربية إلى استبعاد روبو كمرشح لأنه لم يذهب من خلال برنامجه لإعادة تأهيل الفارين للتدقيق في الأعضاء السابقين لحركة الشباب. ومع ذلك، أصبح روبو عائقاً بإصراره، لذلك أجبر الحكومة الاتحادية على إلقاء القبض عليه. في النهاية، لم يتمكن من المشاركة في الانتخابات التي فاز بها وزير الطاقة السابق عبد العزيز حسن محمد "لافتاجارين" يوم الأربعاء 19 كانون الأول/ديسمبر 2018.
تريد أمريكا أن تضمن بقاء الصومال كدولة علمانية بحتة يديرها قادة عملاء متشربون للأفكار بشكل كاف مثل فارماجوا ولا يقودها رؤساء مثل "مختار روبو" الذي ما زال يرمز إلى ما يسمى بالإسلام (المتطرف) ولكنهم يستطيعون استغلال هؤلاء الأفراد عندما يشعرون بأن مصالحهم مهددة. على الرغم من شكاوى حقوق الإنسان بشأن ما يسمى "بالماضي الخطير"، إلا أن فائدتها تعتمد على مصالح الغرب الاستعماري الذي تقوده أمريكا، الذين هم السبب الرئيسي في إراقة الدماء في جميع أنحاء العالم حيث إنهم لا يهتمون لما يسمى بحقوق الإنسان؛ لأنهم أصحاب المنظمات المذكورة. لذا، فإن ما يحدث لمختار روبو ليس غريباً خاصةً الآن لأن أمريكا تريد خنق القرن الأفريقي بواسطة عملائها الدمى المخلصين لها بقيادة رئيس الوزراء أبي أحمد من إثيوبيا، من خلال تنفيذه للسياسة الأمريكية في القرن الأفريقي عبر توحيد إثيوبيا وإريتريا والصومال وجيبوتي. ومن ثم، عينت أمريكا دونالد ياماموتو سفيراً للصومال بعد ما يقرب من 28 عاماً منذ انهيار نظام عميلهم سياد بري في عام 1991.
يجب على القيادة الصومالية أن تستيقظ وتدرك أن النصر الحقيقي والشرف والكرامة الناجم عن سلام حقيقي وأمن وطمأنينة لا يمكن أن يتحقق إلا بالسعي لمرضاة الله سبحانه وتعالى. وذلك عن طريق التسليم لأحكام الله من خلال احتضانهم لدعوة استئناف الحياة الإسلامية بإقامة الخلافة. فأحكام الخلافة صادرة من القرآن والسنة وليس من المبدأ الرأسمالي العلماني غير الصالح وأنظمته النتنة المنبثقة عنه بما في ذلك ما يسمى بنظام الحكم الديمقراطي، الذي يتم الترويج له كدليل ليس للصومال فقط ولكن للعالم أجمع. ﴿أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْمًا لِّقَوْمٍ يُوقِنُونَ﴾.
بقلم: علي ناصورو علي
عضو المكتب الإعلامي لحزب التحرير في كينيا
رأيك في الموضوع