إنّ استمرار وقوع الاشتباكات بين الفصائل السورية المتناحرة لا شكّ أنّه يخدم الأجندة الأمريكية بما يفوق ما قد تفعله الدبلوماسية الأمريكية أضعافاً مضاعفة، لذلك نجد أنّ السياسة الأمريكية في سوريا تعتمد في إحدى زواياها المهمّة على تشجيع وقوع مثل تلك الاشتباكات، فنجدها غالباً ما تُحرّض الفصائل على خوض المعارك ضد بعضها بعضاً بحجة محاربة الإرهاب، بينما توقف تمويلها للفصائل التي تدْعمها فوراً إنْ هي شاركت - ولو لمرةٍ واحدة - في القتال ضد نظام الطاغية بشّار.
وحتى الفصائل التي تدعمها المؤسّسات الأمريكية المختلفة بشكلٍ علني، فإنّه لا يُضير الإدارة الأمريكية دخولها ضد بعضها بعضاً في معاركَ دمويةٍ تؤدي إلى نتائج مأساوية على المتقاتلين في تلك الفصائل، فلقد دارت بالفعل اشتباكات عنيفة على مدار الشهرين الماضيين بين ما يُسمّى بقوات سوريا الديمقراطية المدعومة من وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) وبين ما يُسمّى بفرسان الحق، أو ما يُسمّى بكتيبة صقور الجبل، المدعومتين من قبل المخابرات المركزية الأمريكية CIAفي بلدة مارع التي تبعد 32 كيلو متراً شمالي مدينة حلب، وقد تمكّنت قوات سوريا الديمقراطية في هذه الاشتباكات من دحر قوات فرسان الحق وصقور الجبل، وذلك وفقاً لما نقلته صحيفة لوس أنجلوس تايمز الأمريكية، وعلّق على هذه الاشتباكات النائب آدم شيف العضو عن الحزب الديمقراطي في لجنة الاستخبارات بمجلس النواب الأمريكي بقوله: "إنّ هذه الاشتباكات تُشكّل تحدّياً عظيماً وهي ظاهرة جديدة تماماً"، لكن هل حقّاً تُشكّل مثل هذه الاشتباكات تحدياً للإدارة الأمريكية؟، لا نظنّ كذلك، فهي في الواقع لا تُشكّلّ أي تحدٍ للإدارة الأمريكية، لأنّها لو كانت كذلك لمنعتها من أول يوم على وقوعها، في حين إنّها تركتها لمدة شهرين كاملين من دون أن تتدخل لإيقافها، وهو ما يدلّ على أنّ الإدارة الأمريكية راضية تماماً بوقوعها، أو ربّما هي التي تُشجّعها على ذلك.
وأمّا إنْ وقعت الاشتباكات بين الفصائل الأخرى التي لا تحظى بالدعم الأمريكي، فإنّ ذلك لا شكّ أنّه يُسعد الإدارة الأمريكية، ويصبّ في مصلحتها بكلّ تأكيد، وذلك كالقتال الذي اندلع في مدينة سلقين بمحافظة إدلب بين جبهة النصرة وبين حركة أحرار الشام الشهر الماضي، أو ما دار من اقتتال بين مجموعة من الفصائل على رأسها تنظيم جيش الإسلام ولواء شهداء اليرموك من جهة وبين حركة المثنّى من جهة ثانية مؤخراً، أو ما يقع بشكل شبه يومي بين تنظيم الدولة وبين سائر التنظيمات الأخرى، فكلّ هذه الاشتباكات وأمثالها لا شكّ أنّها تخدم المصالح الأمريكية، وتصبّ في مصلحتها، وتُطيل من عمر نظام الطاغية بشّار عميل الأمريكان، وتُقوي من مكانة المعارضة العلمانية الشكلية التابعة لها على حساب الفصائل الإسلامية.
والمطلوب من الثوار أنْ يُفوّتوا الفرصة على أمريكا وصنائعها وعملائها في سوريا، وذلك بأنْ يتجنّبوا الاقتتال فيما بينهم نهائياً، وأنْ يُوجهوا بنادقهم نحو النظام فقط، وأنْ لا يلتفتوا للمصالح المادية، ولا للأهداف الدنيوية، ولا يتأتى ذلك لهم إلاّ بتوحيد فصائلهم على أساس مشروع الإسلام السياسي، مشروع بناء دولة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة على أنقاض دولة البعث المعادية للإسلام والمسلمين، هذا المشروع هو فقط الذي يُنقذهم من ضياع التفرّق وذهاب الريح في الدنيا، وهو وحده الذي يحميهم من شقاء العاقبة في الآخرة، فإن التزموا بمشروع الإسلام الحضاري هذا فقد فازوا بإحدى الحسنيين، وإن تنكّبوا عن هذا الطريق فقد سقطوا في شباك أمريكا وعملائها، ووقعوا بالتالي في الفتنة، وخسروا تضحياتهم، وتحوّلت جهودهم هباءً منثورا، نسأل الله لنا ولهم النجاة والنصر والتمكين وحسن العاقبة.
إنّ استمرار وقوع الاشتباكات بين الفصائل السورية المتناحرة لا شكّ أنّه يخدم الأجندة الأمريكية بما يفوق ما قد تفعله الدبلوماسية الأمريكية أضعافاً مضاعفة، لذلك نجد أنّ السياسة الأمريكية في سوريا تعتمد في إحدى زواياها المهمّة على تشجيع وقوع مثل تلك الاشتباكات، فنجدها غالباً ما تُحرّض الفصائل على خوض المعارك ضد بعضها بعضاً بحجة محاربة الإرهاب، بينما توقف تمويلها للفصائل التي تدْعمها فوراً إنْ هي شاركت - ولو لمرةٍ واحدة - في القتال ضد نظام الطاغية بشّار.
وحتى الفصائل التي تدعمها المؤسّسات الأمريكية المختلفة بشكلٍ علني، فإنّه لا يُضير الإدارة الأمريكية دخولها ضد بعضها بعضاً في معاركَ دمويةٍ تؤدي إلى نتائج مأساوية على المتقاتلين في تلك الفصائل، فلقد دارت بالفعل اشتباكات عنيفة على مدار الشهرين الماضيين بين ما يُسمّى بقوات سوريا الديمقراطية المدعومة من وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) وبين ما يُسمّى بفرسان الحق، أو ما يُسمّى بكتيبة صقور الجبل، المدعومتين من قبل المخابرات المركزية الأمريكية CIAفي بلدة مارع التي تبعد 32 كيلو متراً شمالي مدينة حلب، وقد تمكّنت قوات سوريا الديمقراطية في هذه الاشتباكات من دحر قوات فرسان الحق وصقور الجبل، وذلك وفقاً لما نقلته صحيفة لوس أنجلوس تايمز الأمريكية، وعلّق على هذه الاشتباكات النائب آدم شيف العضو عن الحزب الديمقراطي في لجنة الاستخبارات بمجلس النواب الأمريكي بقوله: "إنّ هذه الاشتباكات تُشكّل تحدّياً عظيماً وهي ظاهرة جديدة تماماً"، لكن هل حقّاً تُشكّل مثل هذه الاشتباكات تحدياً للإدارة الأمريكية؟، لا نظنّ كذلك، فهي في الواقع لا تُشكّلّ أي تحدٍ للإدارة الأمريكية، لأنّها لو كانت كذلك لمنعتها من أول يوم على وقوعها، في حين إنّها تركتها لمدة شهرين كاملين من دون أن تتدخل لإيقافها، وهو ما يدلّ على أنّ الإدارة الأمريكية راضية تماماً بوقوعها، أو ربّما هي التي تُشجّعها على ذلك.
وأمّا إنْ وقعت الاشتباكات بين الفصائل الأخرى التي لا تحظى بالدعم الأمريكي، فإنّ ذلك لا شكّ أنّه يُسعد الإدارة الأمريكية، ويصبّ في مصلحتها بكلّ تأكيد، وذلك كالقتال الذي اندلع في مدينة سلقين بمحافظة إدلب بين جبهة النصرة وبين حركة أحرار الشام الشهر الماضي، أو ما دار من اقتتال بين مجموعة من الفصائل على رأسها تنظيم جيش الإسلام ولواء شهداء اليرموك من جهة وبين حركة المثنّى من جهة ثانية مؤخراً، أو ما يقع بشكل شبه يومي بين تنظيم الدولة وبين سائر التنظيمات الأخرى، فكلّ هذه الاشتباكات وأمثالها لا شكّ أنّها تخدم المصالح الأمريكية، وتصبّ في مصلحتها، وتُطيل من عمر نظام الطاغية بشّار عميل الأمريكان، وتُقوي من مكانة المعارضة العلمانية الشكلية التابعة لها على حساب الفصائل الإسلامية.
والمطلوب من الثوار أنْ يُفوّتوا الفرصة على أمريكا وصنائعها وعملائها في سوريا، وذلك بأنْ يتجنّبوا الاقتتال فيما بينهم نهائياً، وأنْ يُوجهوا بنادقهم نحو النظام فقط، وأنْ لا يلتفتوا للمصالح المادية، ولا للأهداف الدنيوية، ولا يتأتى ذلك لهم إلاّ بتوحيد فصائلهم على أساس مشروع الإسلام السياسي، مشروع بناء دولة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة على أنقاض دولة البعث المعادية للإسلام والمسلمين، هذا المشروع هو فقط الذي يُنقذهم من ضياع التفرّق وذهاب الريح في الدنيا، وهو وحده الذي يحميهم من شقاء العاقبة في الآخرة، فإن التزموا بمشروع الإسلام الحضاري هذا فقد فازوا بإحدى الحسنيين، وإن تنكّبوا عن هذا الطريق فقد سقطوا في شباك أمريكا وعملائها، ووقعوا بالتالي في الفتنة، وخسروا تضحياتهم، وتحوّلت جهودهم هباءً منثورا، نسأل الله لنا ولهم النجاة والنصر والتمكين وحسن العاقبة.
رأيك في الموضوع