بعد شد وجذب وسجال واحتدام لأكثر من 7 أشهر، أعلن زعيم التيار الصدري، مقتدى الصدر، استقالة أعضاء كتلته النيابية في مجلس النواب العراقي، وذلك على خلفية استمرار الإطار التنسيقي بعرقلة تشكيل حكومة أغلبية وطنية. وبهذا القرار وبعد موافقة رئيس مجلس النواب على استقالتهم دخل البلد بفوضى سياسية جديدة، لا يدفع ثمنها إلا الشعب العراقي المغلوب على أمره. وفي هذا الصدد أكد بيان صحفي للمكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية العراق: أن زعيم التيار الصدري، متقلب، يصعب التكهن في التأكد من قراراته، فهو قد يتراجع ويدخل العملية السياسية بعد التفاوض، وإرضائه بمكاسب معينة، وهذا هو السيناريو الأول. وأضاف البيان: أن تعويل الصدر على فشل الإطار التنسيقي بتشكيل الحكومة، وعندها يحل البرلمان نفسه، ويتم الذهاب إلى انتخابات مبكرة أخرى، يطمع مقتدى الصدر فيها إلى حصد مقاعد يُلغى من خلالها الثلث المعطل، وهذا هو السيناريو الثاني. أما الثالث فهو أخطر السيناريوهات وهو نجاح الإطار بتشكيل الحكومة، فهو قد يدخل البلد في فوضى واقتتال كبير، يكتوي بنارها الأبرياء قبل المجرمين والفاسدين. وختم البيان مخاطبا المسلمين في العراق بالقول: اعلموا يقينا أنه لا يهتم لأمركم أي سياسي، فالكل لا يعمل إلا لمصالحه الشخصية والحزبية، ورضا أسياده المستعمرين، وإن الخلاص من كل هذه المعاناة، لا يكون إلا بالتغيير الجذري للنظام السياسي الحالي بأكمله، وطرح العملية السياسية ورجالاتها في هاوية سحيقة، وإقامة نظام سياسي يكون دستوره مستنبطاً من كتاب الله وسنة رسوله ﷺ، تبايعون الحاكم على تطبيقه وتحاسبونه على ذلك، وعندها تخرجون من دائرة التيه، وضيق العيش، إلى دائرة الرشاد، وهناءة العيش.
رأيك في الموضوع