إن ما تشهده درعا البلد اليوم من أحداث حيث تحاصرها عصابات طاغية الشام ومرتزقة إيران وحزبها في لبنان على عين روسيا المجرمة والنظام الدولي الصليبي، يظهر أن الثوار الصادقين هناك يسطرون على صفحات التاريخ أسمى آيات المجد وأروع مواقف الرجولة والصمود، وهم في الوقت نفسه يستنصرون إخوانهم في مناطق الشمال المحرر، إلا أنهم وللأسف الشديد لم يجدوا بعد صدىً لنداءاتهم يلبي صرخات الثكالى والأطفال والشيوخ والجرحى ويثأر لدماء الشهداء، ولم يجدوا بعد استجابة من العناصر الصادقين المتمرسين على أنواع السلاح وفنون القتال بفضل الخبرة التي امتلكوها في ساحات القتال ضد المجرمين والحاقدين على الإسلام والمسلمين.
وأما عدم تلبيتهم لتلك الصرخات فلا يعود سببه لقلة العدد والعتاد، ففي المناطق المحررة رجال يتوقون لنصرة إخوانهم ولفتح المعارك ضد نظام الإجرام ونصرة إخوانهم. وإنما يعود إلى الدور الخبيث الذي يقوم به الضامن التركي الذي يضمن لعصابات أسد وللحلف الصليبي الذي تقوده أمريكا تجميد الجبهات عبر تكبيل القادات الذين تم شراء ذممهم وربطهم بالمال السياسي القذر، الأمر الذي جعل منهم طواغيت ظلمة لحاضنتهم، وعصا غليظة في يد أعداء الثورة تسجن المخلصين أو تنفيهم وتمنع فتح الجبهات وأي عمل ضد نظام الإجرام، وتضيق عليهم معيشتهم وتفرض عليهم الضرائب والمكوس.
بالإضافة إلى الدور القذر الذي يلعبه شرعيو المصلحة والمفسدة الذين يثبطون همم الشباب الغاضبين الثائرين، عبر تصوير الواقع في المحرر بأنه واقع استضعاف، وفي المقابل يصورون لهم قوة النظام بأنها لا تقهر وأن خلفه قوى تدعمه من روس وإيرانيين وغيرهم وما علينا إلا طاعة القادة والمحافظة على دماء الناس وكأن الإسلام لا يوجب عليهم نصرة الأهل والإخوان!
إن إثم هذه الدماء الزكية التي تُسفك بشكل مستمر هو في رقاب الساكتين على ظلم القيادات المرتبطة، التي هادنت نظام الإجرام واستأسدت على أهل الشام وحاولت سلب سلطانهم وقرارهم وسحب مقومات القوة والصمود عندهم، لتوصلهم إلى مرحلة اليأس والاستسلام، وأشركت معها في سبيل تحقيق ذلك الحكومات الوظيفية التي أبدعت في أساليب التضييق الممنهج، عبر فرض الضرائب والأتاوات والمكوس على الناس، ورفع الأسعار واحتكار السلع والخدمات، ناهيك عن القمع والتسلط واتباع سياسة تكميم الأفواه.
وكذلك لا ننسى دور خطباء المساجد الذين تغافلوا في خطبهم عما يحصل في درعا وواجب الأمة في نصرتها من خلال الضغط على القادة لفتح معارك تربك النظام وتنهي الحصار.
نعم إن الواجب هو فتح معارك حقيقية على الساحل حيث حاضنة النظام، كما أن الواجب على الحاضنة احتضان المخلصين من العناصر ودعوتهم ليغيروا على القادة المرتبطين المتخاذلين، واتخاذ قيادة صادقة من إخوانهم الشرفاء الصادقين، يقودونهم نحو نصرة إخوانهم ومواصلة ثورتهم بعد تصحيح مسارها؛ ليكسروا خطوط الضامنين الحمراء، ويجتمع المخلصون تحت راية واحدة تعمل لتحقيق ثوابت ثورة الشام بفتح المعارك الحاسمة لإسقاط نظام الإجرام وإقامة حكم الإسلام.
فصححوا مساركم يا أهل الشام، واستعيدوا سلطانكم المسلوب، واسترجعوا قراركم المصادر، واعملوا مع حزب التحرير لإقامة الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة، ففي ذلك الصلاح في الدنيا والفلاح في الآخرة ﴿وَمَا لَكُم مِّن دُونِ اللَّهِ مِن وَلِيٍّ وَلا نَصِيرٍ﴾.
رأيك في الموضوع