قال تعالى: ﴿إِن يَنصُرْكُمُ اللّهُ فَلاَ غَالِبَ لَكُمْ وَإِن يَخْذُلْكُمْ فَمَن ذَا الَّذِي يَنصُرُكُم مِّن بَعْدِهِ وَعَلَى اللّهِ فَلْيَتَوَكِّلِ الْمُؤْمِنُونَ﴾.
وخطاب الله سبحانه وتعالى هنا هو موجه إلى عباده المخلصين، الذين يسبحون بحمده وحده، ويطلبون العون والمدد منه وحده، مؤمنين به، متوكلين عليه، موقنين بأن النصر إنما يمر عبر طريق واحد لا ثاني له، ألا وهو طلبه من الله لا ممن سواه، مع الأخذ بالأسباب الشرعية لتحقيقه بأعلى طاقة وأقصى سرعة حتى نستحق النصر بحق. فلسنا مطالبين مثلاً بأسلحة فتاكة تأتينا بطريقة حرمها الله مهما بلغ تأثير هذه الأسلحة، لأنها لن تأتينا بالنصر، بل ليس من ورائها ووراء من ينادي بها إلا خزي في الدنيا وعذاب في الآخرة والعياذ بالله.
قال تعالى: ﴿وَلاَ تَرْكَنُواْ إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُواْ فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُم مِّن دُونِ اللّهِ مِنْ أَوْلِيَاء ثُمَّ لاَ تُنصَرُونَ﴾.
لقد أكرمنا الله بأن جعلنا مسلمين، بعقيدة ثابتة، هي أمضى سلاحٍ عندنا، وقد شهدت بذلك كافة الفتوحات الإسلامية على مدار أكثر من ثلاثة عشر قرنا.
وما علينا إلا نبذ كل مخذّل مثبط ومنافق عميل يصور لنا أن النصر مُحال أو بعيد، أو أنه من عند أعداء الله كأمريكا، تعطيه لمن تشاء ممن يسير في ركابها. فقد آن أوان كنس هؤلاء، وآن أوان عودة الأمة ودولتها بعد قرن من المهانة وأصناف من العذاب.
فالنصر هبة من الله يؤتيها عباده إن هم أخذوا بأسبابه وأعدوا له عدته، موقنين به وثابتين في الطريق إليه. فإلى ذلك ندعو المخلصين من أمة الإسلام، بأن يعملوا مع العاملين بجد على هدى وبصيرة لإقامة الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة التي ستعيد لنا كرامتنا المنهوبة وعزتنا المسلوبة، لننعم من جديد بعزة الانتصار ودحر الفجّار، وما ذلك على الله بعزيز.
قال تعالى: ﴿وَكَانَ حَقّاً عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ﴾، وقال سبحانه: ﴿وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ﴾.
رأيك في الموضوع