رُوِيَ عَنْ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ: "الصَّبْرُ سِتْرٌ مِنْ الْكُرُوبِ وَعَوْنٌ عَلَى الْخُطُوبِ". وَقَالَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ كَرَّمَ اللَّهُ وَجْهَهُ: الصَّبْرُ مَطِيَّةٌ لاَ تَكْبُو، وَالْقَنَاعَةُ سَيْفٌ لاَ يَنْبُو. وَقَالَ عَبْدُ الْحَمِيدِ: لَمْ أَسْمَعْ أَعْجَبَ مِنْ قَوْلِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رضي الله عنه: لَوْ أَنَّ الصَّبْرَ وَالشُّكْرَ بعَيِّرَانِ مَا بَالَيْت أَيَّهُمَا رَكِبْتُ. وَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما: أَفْضَلُ الْعُدَّةِ الصَّبْرُ عَلَى الشِّدَّةِ. وَقَالَ بَعْضُ الْبُلَغَاءِ: مِنْ خَيْرِ خِلاَلِك الصَّبْرُ عَلَى اخْتِلاَلِك. وَقِيلَ فِي مَنْثُورِ الْحِكَمِ: مَنْ أَحَبَّ الْبَقَاءَ فَلْيُعِدَّ لِلْمَصَائِبِ قَلْبًا صَبُورًا. وَقَالَ بَعْضُ الْحُكَمَاءِ: بِالصَّبْرِ عَلَى مَوَاقِعِ الْكُرْهِ تُدْرَكُ الْحُظُوظُ. وَقَالَ بَعْضُ الشُّعَرَاءِ، وَهُوَ عُبَيْدُ بْنُ الأبْرَصِ:
صَبِّر النَّفْسَ عِنْدَ كُلِّ مُلِمٍّ * إنَّ فِي الصَّبْرِ حِيلَةَ الْمُحْتَالِ
لاَ تُضَيِّقَنَّ فِي الأمُورِ فَقَدْ * تُكْشَفُ غِمَاؤُهَا بِغَيْرِ احْتِيَالِ.
أدب الدنيا والدين للماوردي
وصل اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
28 من جمادى الأولى 1436 الموافق 2015/03/19م
رأيك في الموضوع