إن أية محاولة لمزج الديمقراطية بالإسلام هي محاولة فاشلة ولن تنجح أبداً، فالديمقراطية ليست التشارك في آلية الانتخابات كما يزعم هؤلاء، بل هي نظام حكم وخضوع لغير الله، ومحاولة المزج بين الإسلام والديمقراطية هي محاولة سطحية كمحاولة مزج الخمر بالعصير!
أما اعتبارهم الشورى كأنها النظير للديمقراطية، فهذه قفزة فوق ذلك المفهوم الإسلامي ومدّه خارج حدوده المصورة فقط في بيان رأي للخليفة حول مسألة عملية لا حول قضية تشريعية، وأي تشبيه للشورى بالديمقراطية هو حصر خاطئ للديمقراطية في مجرد التعبير عن الرأي وتناسي مفهومها الأساس بأنه "حكم الشعب للشعب بالشعب" أي تشريع بشري بنظام بشري لحكم الشعب، فالديمقراطية نظام حكم متكامل في حين إن الشورى حكم شرعي في ظل نظام الإسلام؛ الخلافة.
إذاً فكل محاولات "الإسلام المعتدل" للتجمل بالديمقراطية أثناء حالة المغازلة مع الغرب لقبول أصحابها في اللعبة الديمقراطية هو تجاوز فكري وسياسي، وقفز على معطيات العقل والشريعة معا في فهم الإسلام وفي الحكم على طبيعة الديمقراطية الغربية، وهو انتحار سياسي وفشل ذريع.
إنا لنرجو من إخواننا في الحركات الإسلامية أن ينقوا أفكارهم من حضارة الغرب ورجسها، وأن يجعلوا من استئناف الحياة الإسلامية بإقامة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة هدفاً لها، يصلون إليه بالسير على خطا النبي ﷺ، أول من أقام دولة على أساس الإسلام، وذلك هو الفوز العظيم.
رأيك في الموضوع