تزايد في المدة الأخيرة من فترة وباء كورونا اهتمام الغرب وأبواقه الدعائية بما تنتجه العقول المبدعة في تونس، تزايدا مثيرا للانتباه والتساؤل. فمن تصريح ماتياس فارغون رئيس قسم الاستعجالي بمستشفى "سان دوني" في فرنسا حول مهارة وكفاءة الأطباء التونسيين في فرنسا ضمن برنامج بإذاعة آر تي إل، إلى تقرير قناة البي بي سي حول صناعة الأقنعة الواقية من طلبة المدرسة الوطنية للمهندسين بسوسة، إلى مقال صحيفة نيويورك بوست الأمريكية حول مهندسي المعهد الوطني للعلوم التطبيقية والتكنولوجيا وقدرتهم على تطوير تطبيقٍ للذكاء الاصطناعي قادرٍ على تحليل صور الأشعة الصدرية ومعرفة ما إذا كان الشخص مصاباً بفيروس كورونا، حيث حمل المقال عنوان "تونس تساهم في الجهد العالمي لمكافحة فيروس كورونا".
الراية: إن هذا "التباهي" الغربي المزعوم، بالكفاءات التونسية، يحيلنا إلى استراتيجية قديمة متجددة في اختطاف الكفاءات لصالح المشاريع الغربية، بما يعمق من نزيف هجرة الأدمغة ويفرغ الساحة المحلية من القادرين على الانخراط في مشروع سياسي نهضوي يقوم على أساس الإسلام. وإنه لمن المؤسف أن يغفل بعض علماء الأمة ومفكريها على طبيعة النظام المخلص من الأزمات المتعاقبة التي خلفها تطبيق النظام الرأسمالي عالميا، وأن يضيّع البعض على أنفسهم فرصة الاهتداء إلى حقيقة مشروع الخلافة الذي حرص الغرب على تشويهه طوال عقود، المشروع القادر على تضييق الفجوة التكنولوجية الرهيبة التي خلفها غياب سلطان الإسلام. بل هو المشروع الجدي الوحيد الذي جعل العديد من مخازن الفكر ومعاهد الدراسات الاستراتيجية في الغرب تبحث سيناريوهات التعامل مع دولة الخلافة على منهاج النبوة القائمة قريبا بإذن الله.
رأيك في الموضوع