مؤخرا في تركمانستان، بدأ يُحَسُّ نقص الخبز ونقص الدقيق في مخازن الدولة، وفقا لأنباء (بديل نيوز تركمانستان)، إذ بُدئ بتسليم الأرغفة مرة واحدة فقط في اليوم، في الصباح فقط، كما أنه غير متوفر في جميع نقاط البيع. ويقول المشرفون إنه لا يكفي لسكان المدينة بأكملها. ووفقا للمصدر ذاته فإن "الأرغفة تنفد كلها على الفور، حتى الأنواع الباهظة التي لم يكن يشتريها في السابق إلا البعض".
وفي الوقت نفسه، تبحث سلطات منطقة تركمانستان الشمالية عن حل لنقص الدقيق، وهي قد عمدت لمصادرة "الدقيق الزائد" من السكان المحليين. وقد وصل الحال بالناس لأكل النخالة المخصصة كعلف للحيوانات، وحتى هذه النخالة ليست كافية. وفقا لما ذكرته خدمة الإذاعة التركمانية "آزاتليك" في داشوغوز.
ووفقا لمصادر في المنطقة، فإن السكان صاروا يتجمعون في كثير من الأحيان أمام مباني الحكومة المحلية للاحتجاج. وفي المقابل، تقوم السلطات، في محاولة لطمأنة الناس، بإجراء محادثات تفسيرية بمشاركة شخصيات دينية وشيوخ. كما تقوم الشرطة المحلية بتنفيذ تدابير لمنع ظهور طوابير، وجمع أرقام هواتف أولئك الحاضرين ووعدهم باستدعائهم عند توفر الطحين للبيع.
ولا تهتم السلطات التركمانية ووسائل الإعلام المحلية حقيقة برفع أسعار الغذاء والخدمات فهي تسوق صورة زائفة عن النجاح الاقتصادي للدولة.
يذكر أن تركمانستان التي تضم حوالي خمسة ملايين نسمة، لديها رابع أكبر احتياطي من الغاز الطبيعي في العالم. وقد أعلن أول رئيس للبلاد، سابارمورات نيازوف، بعد حصولها على الاستقلال في العام 1991، أن تركمانستان ستصبح الكويت الثانية، وبأنه سيمنح جميع السكان سيارة "مرسيدس". وبدلا من ذلك، تعاني تركمانستان من نقص في الأغذية الأساسية للسنة الثانية على التوالي مع اقتراب فصل الشتاء. ويصف محاورو راديو آزادليك الوضع في البلاد بالبعيد عن الكويت الثانية.
وتشهد تركمانستان، وفقا للخبراء، أخطر أزمة اقتصادية منذ الاستقلال. والسبب الرئيسي لهذه الأزمة هو انخفاض الأسعار العالمية لموارد الطاقة، التي يتوقف اقتصادها أساسا على أرباحها. وبالإضافة إلى ذلك، فإن الحالة تتفاقم بسبب عدم كفاءة الإدارة الاقتصادية على وجه الخصوص.
لقد تسبب عقد دورة الألعاب الآسيوية في قاعات مغلقة في نهاية أيلول/سبتمبر بضربة قوية للاقتصاد؛ إذ أنفق عليها ما يتراوح بين 10 و15 مليار دولار.
ويدعي محاورو أزاتليك أن ضباط الشرطة يقومون بفحص السيارات التي تمر عبر الجسر إلى أمو داريا، ويغرمون الذين يحملون الطحين بمقدار 25 منات (العملة الشعبية)، مهددين إياهم بإيقاع العقاب عليهم ومصادرة الطحين في حالة العصيان.
أيها المسلمون في تركمانستان! هذا الرئيس الذي يترك رعيته للفقر المدقع والجوع، وحتى يسرق الدقيق من البيوت، ويرسل إلى السجن من يحاول استيراد القمح من دول الجوار ويتلصص مثل قطاع الطرق ويفتش معاونوه السيارات ويصادرون الدقيق... هل مثل هذا الشخص يصلح أن يكون رئيسا؟!
ورغم أن أراضيكم مليئة بالثروات الطبيعية، فإنّ أزمة الغذاء التي تعيشونها تنتج بالأساس عن سوء التصرف وإهمال الفلاحة والصناعة وإخلال الحكومة بمسؤوليتها وعدم قيامها بأعبائها لأن في آسيا الوسطى مناطق خصبة ينبت فيها كل زرع، ولا يُمكن أن تنقص المواد الغذائية فيها سوى في النكبات كالجفاف أو السيول التي لم نشاهد أي حوادث مثلها.
لقد آن الأوان لقلع تلك الحكومة المجرمة الظالمة وإقامة الدولة الإسلامية؛ الخلافة الراشدة على منهاج النبوة التي يحكم الخليفة فيها وفق أحكام الشريعة ويخاف من حق رعيته عليه مثل الفاروق عمر رضي الله عنه الذي قَدَّمَ الدقيق والدهون من بيت المال وأحضر الطعام وأطعم الأولاد بيده عندما رآهم جائعين. وحينئذ سيقضى حتما على البطالة وغلاء المعيشة والفقر. وحينئذ يتخلص المسلمون من المجاعة وينشغلون بأداء ما فرضه الله عليهم والسعي لرضوانه سبحانه وتعالى.
بقلم: الأستاذة مخلصة الأوزبيكية
رأيك في الموضوع